المُنتخب الصامت ... الطالب جدو ولد تقر

في السياسة تعتبر القدرة على التعبير عن الأفكار وإيصال المعنى الصحيح بفاعلية وقوة و إتقان مهارات الإلقاء والعرض والتقديم والخطابة والارتجال من أهم المهارات الأساسية التي يجب على أي محترف للسياسة أن يتعلمها ويتقنها للتمكن من تحقيق أهدافه ولتحقيق حضور وتأثير يؤهله لاكتساب ثقة ناخبيه.

السياسي اللبناني الكبير وليد جنبلاط يعرف السياسي بأنه الشخص القادر على الحديث لساعات دون أن يُملَّ حديثه و هو تقريبا ما ذهب إليه إفلاطون عندما عرف السياسة بأنها فن الإلقاء و التأثير عن قصد على الجماهير.

السياسي الصامت هو ثامن العجائب السبع، الكلام في السياسة ليس بالضرورة أن يكون بوحا و لا بريئا فخطاب "فهمتكم" الذي ألقاه الجنرال ديغول من شرفة مقر الحكومة الفرنسية بالجزائر يوم الرابع يونيو سنة 1958 شكل علامة فارقة في تاريخ الخطاب السياسي الفرنسي، حيث صنف المحللون السياسيون وعلماء اللغة وتحليل الخطاب هذه الخطبة من ضمن الخطابات الأكثر غموضا وتعقيدا في تاريخ الخطابات السياسية وفتحت الباب أمام كم هائل من القراءات والتأويلات والتأويلات المفرطة. لقد كان الخطاب غامضا مشفرا بالنسبة للجميع باستثناء ديجول نفسه الذي كان يعي ويقصد كل كلمة بما فيها حالة الغموض التي أراد قصدا أن تسكن الخطاب كون السياق وظروف المرحلة لا يحتملان الشفافية.

في السياسة ليس بالضرورة أن يكون الخطاب شفافا، جيرمي سكاهيل في كتابه حروب قذرة يرى أن الولايات المتحدة تغلف سعيها للسيطرة على العالم و دوسها بالأقدام القذرة في المياه السوداء على مواثيق الأمم المتحدة وعلى كل لوائح حقوق الإنسان وعلى كل المقدسات الإنسانية بخطاب ناعم بإسم الديمقراطية و الحرية و الحرب على الإرهاب.

السياسي يجب أن يتكلم ... ليس هناك ما يبرر صمت السياسي.

 

الطالب جدو ولد تقر ولد محمد

إضافة تعليق جديد