الراحل محمد المختار ولد الزامل .. رجل الأزمات الصعبة

ورحل محمد المختار ولد الزامل الدبلوماسي اللبق ورجل السياسة المحنك في صمت بعاصمة الأنوار باريس مساء السبت 30 سبتمبر الماضي، وطويت صفحة مشرقة من تاريخ موريتانيا الحديث.
كان المهندس وخريج الجامعات الفرنسية رجلَ دولة بحق حين كان عرّابَ أول عملية إحصاء للسكان سنة 1977 بعد فترة وجيزة من تخرجه، ليترقى في المناصب ليصبح وزيرا للصيد سنة 1983 ثم تشاء الأقدار دخوله لميدان الدبلوماسية سفيرا بالعاصمة السنغالية داكار سنة 1988 وقد ذكر الراحل في إحدى خرجاته  الإعلامية سعيه لتجنب تلك الأزمة وذلك من خلال تقاريره الأسبوعية والشهرية التي كان يبعث بها إلى وزارة الخارجية إلا أن تلك التقارير تعرضت للإهمال من قبل متلقيها حسب قوله.. وحين وقعت الأحداث كان للمرحوم  محمد المختار ولد الزامل الدور الأبرز في تخفيف أضرار تلك الأزمة حيث أشرف على تهريب مواطني بلاده ومساعدتهم على الرحيل.
عاش الرجل سنوات طويلة ممثلا لمقاطعة أوجفت في البرلمان الموريتاني الذي تتقاسمه القبلية والجهوية وقد ظل الرجل ممسكا بعصا الولاء للدولة ساعيا في خدمة مجتمعه بكل ما يستطيع غير كاسر للأعراف السياسية في البلد.
لقد فقدت موريتانيا رجلاً وطنيا وسياسيا محنكا ودبلوماسيا خلوقا لا زالت تبكيه جبال آدرار وباسقات نخيله وعيون آباره وحصونه.
تغمد الله محمد المختار ولد الزامل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

إضافة تعليق جديد