شهادة في حق المرحوم محمد المختار ولد الزامل / الحسن ولد زين

علمت ببالغ الأسى والحزن بإنتقال المغفور له بإذن الله ، أخي وصديقي- رغم فارق العمر- الوزير والدبلوماسي والرمز الاجتماعي محمد المختار ولد الزامل.

و غني عن القول ذكر ما يتحلى به المرحوم من خصال متميزة بذلها في مساره المهني خدمة للدولة والأمة كما يعرف الجميع القيم السامية التي جسدها سلوكه طيلة حياته المليئة بالتميز والإنجاز.

لكن على غير عادتي ، أجدني مدفوعا لأكثر من سبب لأعبر (كتابة ) عن عرفاني و امتناني للراحل  من خلال تجربتي الشخصية معه . 
تعرفت على المرحوم وأنا إطار شاب في المكتب الوطني للإحصاء منتصف تسعينيات القرن الماضي   عندما عين  مديرا عاما لهذه المؤسسة بعد مسار حافل تقلد فيه العديد من المناصب في الجهازين التنفيذي والتشريعي.

ورغم ما تفرضه تجربته الثرية والفذة من مسافة بينه وبين مرؤسيه، لاسيما الشباب من أمثالي، فلم يترك أسلوب إدارة المرحوم  المتسم بالصرامة والطرافة في نفس الوقت مجالا لشعور معاونيه وطواقمه بهذه المسافة، بل كانت علاقته مع الجميع قائمة على الإحترام وإعطاء كل ذي حق حقه بغض النظر عن أي عامل آخر سوى الكفاءة والاستحقاق، في وقت لم يكن فيه هذا الأسلوب الراقي في الإدارة معهودا في تلك الفترة. 

هذا الأسلوب الإداري المتميز جعل فترة إدارة المرحوم للمكتب الوطني للأحصاء فترة ذهبية بحق، خاصة في مجال الحكامة، وترقية روح الفريق، وإشاعة ثقافة التميز والتنافس الإيجابي، والبحث عن الكفاءة وتشجيعها.

وقد كنت شخصيا ممن أستفادوا من هذا الجو المحفز، حيث أسند لي المرحوم مهاما أتاحت لي فرصة العمل المباشر معه، مما كان له بالغ الأثر في تكويني المهني وتشبعي بأخلاقيات المرفق العمومي، كما أحاطني برعاية خاصة مبنية على تقدير واحترام كبيرين ما لبثا أن تحولا إلى أخوة وصداقة عميقتين ما انفكت عراهما تتعزز حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى. 

وقد حملني على الإدلاء بهذه الشهادة الأثر الطيب الذي تركه هذا الرجل في مسيرتي المهنية، وأحسب أني لست سوى واحد من كثيرين كان من حسن طالعهم أنهم تعرفوا عليه عن قرب في مسارهم المهني وتعلموا من أسلوبه في القيادة وحظوا برعايته الشخصية.

ولا يسعني، بعد أداء واجب الإدلاء بهذه الشهادة، إلا أن أتوجه إلى جميع أفراد أسرة المغفور له الكريمة، وخاصة الأخت الفاضلة خدجة بنت اشكونه بالتعازي القلبية سائلا المولى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمنا الصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 

الحسن ولد زين

نواكشوط بتاريخ: 01 أكتوبر 2023

إضافة تعليق جديد