ترأس السفير والقيادي في حزب الإنصاف السيد شيخنا ولد النني ولد مولاي الزين في مركز الدولي للمؤتمرات بنواكشوط، حفل انطلاق إطار سياسي جديد تحت تسمية "تحالف قوى الوئام" يهدف إلى دعم وترسيخ مناخ الانفتاح السياسي و روح التشاور الوطني بين مختلف القوى السياسية والهيئات المدنية في موريتانيا.
وتميز حفل الإعلان عن تأسيس التحالف الجديد بخطاب ألقاه رئيسه؛ السفير شيخنا ولد النني ولد مولاي الزين، أبرز في مستهله أن هذا اللقاء الحاشد يلتئم "على صعيد واحد ، وإن تعددت الآراء والتوجهات السياسية"؛ مبينا أن هذا الإجار الجامع يتمثل في "دعم البرنامج الطموح لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني"، الذي قال إنه يريد أن يرى من خلال هذا التجمع "موريتانيا موحدة ديمقراطية ومزدهرة ، بكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي فيها ، يشعر كل واحد بأنه جزء لا يتجزأ من مشروع الحياة السياسية والديموقراطية ، الذي يستنهض طاقات كل القوى الحية في البلاد بلا تمييز ولا تهميش ، سبيلا إلى إرساء دعائم التوجه الذي يريد أن يكون المواطن اولا هو المنطلق والمقصود في البرامج والقرارات ".
وقال إنه "من أجل الخروج إلى دائرة أوسع من الحراك الوطني الجامع ، تنسجم أكثر فأكثر مع ما يطمح إليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من تلاقي الجهود والحشود من أجل هذا الوطن ، جاء تأسيس هذا التيار اليوم (تحالف قوى الوئام )؛ بوصلة مستبصرة في ظرفية هامة ومفصلية بعد عملية التشاور الناجحة التي تمت مؤخرا".
وأضاف أن عملية التشاور تمت بتوجيه من الرئيس للحكومة، بين الأحزاب السياسية في البلاد وبإشراف مباشر من وزارة الداخلية ، و كان من أهم مخرجاتها تنصيب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، "كمنعطف حاسم لتطبيق بنود هذا التشاور الوطني ، الذي نتطلع جميعا في الساحة الموريتانية إلى أن يكون دعامة قوية لترشيد وتجديد الممارسة السياسية والديموقراطية في بلادنا بالتي هي أحسن في مناخ عام تسود فيه الثقة والحوار المتبادل بين جميع الفرقاء على حد سواء"؛ حسب تعبيره.
وتابع رئيس تحالف قوى الوئام: "أردنا اليوم - معشر السادة والسيدات - من خلال تيار الوئام ، ان نخرج بتصورنا العام لآفاق المرحلة المقبلة من جلباب الطموحات الفردية والحزبية والتقليدية الضيقة ، إلى رحاب فضاء وطني مشترك يؤلف بين القلوب ويجمع بين الدروب ، وذلك سعي جاد وحقيقي منا يعتمد على نكران الذات وتجاوز الخلافات من أجل المشاركة الفاعلة والنشطة انطلاقا من أرضية واحدة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة البرلمانية والبلدية والجهوية ، والتي ستنتصر فيها الأغلبية إن شاء الله تحت لواء واحد فقط الا وهو دعم ومساندة خيارات رئيس الجمهورية في تلبية تطلعات المواطن الموريتاني في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كركيزة ثابتة في رؤية فخامته الطموحة ، ومن هنا فإنني باسم تيار قوى الوئام ندعوكم جميعا فردا فردا إلى التعبئة الشاملة من الآن آناء الليل وأطراف النهار من أجل التسجيل على اللائحة الاتخابية لكل المواطنين في جميع أنحاء الوطن ، من أجل كسب الرهان في صناديق الاقتراع.
ومن جهة أخرى فإننا نود في هذا السياق العام باسم تيار قوى الوئام أن نثمن ما قامت به الحكومة بخصوص دعم القوة الشرائية للمواطن.
إلا أننا نود تعزيز ذلك الإتجاه، بفتح عدد أكبر من حوانيت التموين التابعة لتآزر وتفعيل لجنة رقابة السوق وكذا دعم جمعيات حماية المستهلك".
وخلص ولد مولاي الزين إلى أنه "في هذا السياق دائما، نطالب الحكومة بالعمل علي سد الفجوة بين الإدارة والمواطن أينما كان ، كما دعا إلى ذلك فخامة الرئيس أكثر من مرة محذرا ومنبها ، فلا شيء يعلو لديه على المواطنين ، وكما أشار في مختلف المناسبات والزيارات أن على المسؤولين العموميين أن يعتبروا أنفسهم دائما خداما حقيقيين للمواطن الموريتاني اولا واخيرا خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل الصحة والسكن والزراعة والحالة المدنية والقطاعات الخدمية الأخرى ذات العلاقة بالحياة اليومية في المأكل والمشرب والمركب .
ايها السادة أيتها السيدات إن الوئام الحقيقي الذي نريده جسرا للمشاركة السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية والبناء الديمقراطي السليم ، إنما يتأسس اولا في عقول البشر ، وخاصة في نفوس ناشئتنا وأجيالنا الصاعدة بالتعليم العمومي ، ومن هنا فإننا نثمن عاليا التوجه الجاد لتشجيع المدرسة الجمهورية ، وانطلاق قطارها الجديد من مقاعد الدراسة الأولى هذا العام ؛ وهي خطوة هامة لإذابة الفوارق الاجتماعية والطبقية وإعداد جيل وطني مستنير ، قادر على استشراف رؤية افضل للمستقبل.
إن تيار تحالف قوى الوئام وهو يعلن عن تأسيسه اليوم يراهن على صهر كل الطاقات والتوجهات ، وفي طليعتها تلك القوى الحية من جماهير النساء والشباب والحرفيين-بناة الوطن-، توقا لفوزنا جميعا في الانتخابات المقبلة في كل محطاتها ، لكن هذا التيار المساند لفخامة الرئيس وأغلبيته يريد الفوز بكم اولا ولكم ثانيا ، لأنكم تمثلون موريتانيا الوحدة والإخاء والتنوع ، موريتانيا الجميلة التي أراد لها فخامة الرئيس ، ان تسير على محجة غراء من سنة التشاور وإشراك كل الفاعلين السياسيين بلا تمييز ولا إقصاء ، وهي فرصة سانحة هنا لأوجه نداء باسمكم جميعا على هذا المنبر ، لتلك الأطراف الأخرى في المشهد السياسي ، التي فاتنا سابقا شرف مشاركتها في التشاور الماضي بين إخوة الوطن الواحد ، من أجل الالتحاق بنا هنا في ركب واحد ، وإن تعددت مذاهبه ومشاربه، فمن آياته تعالى اختلاف هذه الالسنة والألوان والآراء ، لكن الرأي السياسي لا يفسد للود قضية فكلنا على ثغر من ثغور الولاء والإخلاص لهذا البلد الأمين الذي خصه الله بنعمة الأمن والأمان في كنف الإسلام والإيمان ، حتى تظل موريتانيا آمنة مطمئنة يسودها الوئام والسلام وهي تمضي صعدا في مراقي التنمية والازدهار".
وفي ختام التظاهرة أصدر المشاركون إعلانا تأسيسيا يحدد طبيعة وأهداف الإطار السياسي الجديد؛ جاء فيه:
"وعيا منا بما تحقق من إنجازات عملاقة لوطننا الحبيب بفضل الرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه مقاليد السلطة، وما نجح في تحقيقه من مكاسب كبيرة لموريتانيا في ظرف قياسي وفي سياق داخلي وخارجي بالغ التعقيد مثل تفشي جائحة كوفيد 19 التي أربكت أغلب دول العالم واندلاع حروب وأزمات أثرت على الاقتصاد والأمن العالميين فضلا عن الكثير من التحديات الطارئة التي واجهت وتواجه العالم اليوم.
لقد استطاع رئيس الجمهورية تجنيب بلادنا الكثير من المحن وأقام فيها أسس الوئام و التصالح مع ذاتها وهويتها العربية الافريقية المسلمة، كما عزز أجهزة الرقابة على المال العام، و بنى الثقة بين القمة و القاعدة، وبذل جهودا مكثفة في سبيل تحسين الخدمات وتشجيع والاستثمارات للرفع من مستوى حياة المواطنين فضلا عن القيام بخطوات جادة وملموسة لإصلاح التعليم وتطويره من أجل تكوين أجيال قادرة على البناء ومواجهة التحديات، كما عمل جاهدا على تعزيز استقلال القضاء وحماية السيادة الوطنية وتعزيز القدرات الأمنية لتحقيق الاستقرار والسكينة إضافة للعديد من الإنجازات التي شملت شتى المجالات والتي لا يتسع المقام هنا لذكرها، انجازات مازالت في المجمل تحتاج لاستراتيجية إعلامية تقدمها للمواطنين وتضمن ديمومتها في وعيهم الجماعي.
انطلاقا مما سبق واستنادا عليه، فقد تأسس تحالف وطني تحت اسم "(تحالف قوى الوئام) بمبادرة من مجموعة من الأطر والفاعلين السياسيين داخل كل ولايات الوطن يسعى في مراميه وأهدافه الكبرى إلى:
- تحقيق تنمية شاملة ومندمجة على امتداد التراب الوطني.
- التفاني في تجسيد قيم الديمقراطية من حرية و عدل و مساواة و تضامن داخل مختلف فضاءاتنا الشعبية بتنوعها العرقي الثري
ـ الحرص على نبذ خطاب الكراهية و التطرف العرقي و النعرات الفئوية والرواسب السلبية للقبلية و الجهوية و الزبونية
ـ السعي الدءوب إلى تجذير الخطاب الإسلامي السني الوسطي المعتدل و نبذ كل أشكال التطرف و الغلو.
ـ الانفتاح على كل المجموعات و الفاعلين السياسيين الراغبين في الانتماء إلى هذا التحالف الوطني و المؤمنين بقيمه و أهدافه.
- تعزيز و صيانة المكتسبات الوطنية و تجذير الوعي بها داخل مختلف دوائر مجتمعنا.
انواكشوط. 05 نفمبر 2022
المكتب التنفيذي