رئيس منتدى آوكار : هذا ماحققناه بدعم من الرئيس ولدينا إصرار كبير على تغيير واقع المنطقة (نص الخطاب)

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتى الأعزاء
أخواتى الكريمات

جمهور منتدى أوكار للتنمية والثقافة والإعلام

يسرنى أن أرحب باسمكم جميعا بالضيف الكبير اسلكو ولد حيده الذى شرفنا بحضور النسخة الثانية من الملتقى السنوى المنعقد بأكدرنيت فى بلدية أم الحياظ، وكل الأخوة الذين شاركونا هذه الأمسية الرائعة.

إخوتى الأعزاء
أخواتى العزيزات

هذا الملتقى اخترناه كمحطة سنوية ثابتة لنقاش أوضاع المنطقة، وطرح القضايا المثارة فيها على بساط النقاش، ورفع المطالب الملحة للجهات التنفيذية وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى، وتثمين ما أنجز ومشاركة الجمهور كل المعلومات والمعطيات المتوفرة عن واقع البلد ومسار التنمية فيه، والاستماع إليهم، فهم أصحاب الأرض وأهل المنطقة الأدرى بمشاكلها، والمستفيد والأخير من أي جهد أو مشروع يقام فيها.

أيها السادة
والسيدات

نجتمع اليوم لتعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد ، أعنى مجتمع أوكار، عبر تنظيم لقاء سنوى يضم أبرز الفاعلين فيه، لنقاش واقعهم الثقافى والإجتماعى والإقتصادى، وحمل هموم المنطقة، ورفع آمالها لكل من يستطيع مد يد العون، دون خوض فى السياسة أو ضغط باتجاه بلورة موقف معين، أو مصادر رأي أي جهة مهما كانت، أو انتقاء المشاركين على أساس التفاهم فى الرأي أو الإنتماء الإجتماعى والقبلى أو المرجعية الفكرية والسياسية. فالمنطقة للجميع ومشاكلها أكبر من أن يقوم بها فرد أو مجموعة أو جهة، لكنه الإصرار على وضع لبنة فى مسار نأمل من كل الخيرين المساهمة فيه، ونرحب – دون تردد- بأي جهد يبذل فى سبيله من أي طرف آخر، فالمنطقة تحتاج والمجتمع يستحق، وفضاء بهذا الحجم يظل لكل مبادر فيه مكانة، ونقول لكل راغب فى المساهمة فى تطويره باب المنطقة مشرع لقول الخير و فعله ، والأيادى ممدودة بكل أخوة وصدق لمن أراد الإصلاح وسعى سعيه.

لقد وفقنا بحمد لله عز وجل وبمساعدة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى فى تأمين مشاريع جديدة للمنطقة:

-مدرسة مكتملة بمركز البلدية
-مركز صحى مجهز بمركز البلدية
-مدرسة مكتملة بقرية أكدرنيت
-تسييج أغليق أولاد البح
-تسييج أغليق أكدرنيت
-شبكة مياه بتامورت كنيو

كما تمكنا من تأمين بناء مركز صحى بقرية أكدرنيت بدعم من جمعية اليد العليا ومديرها الأخ الفاضل النائب عبد الرحمن ولد الصبار، وقبلها ساعدتنا فى بناء مسجد القرية بعد انهيار المسجد القديم جراء الأمطار والسيول.

كما كان للإخوة فى معهد ورش بصمة غير خافية فى مسار المنطقة ، عبر معهد نتطلع اليوم إلى تخريجه لكوكبة من حفاظ كتاب الله عزل وجل، مهديا لطالبى الراحة بالمنطقة أجمل فرصة ( العيش بين الأهل ومتابعة دراسة الأبناء)، ومعززا من استقرار السكان فى المنطقة، عبر توفير تعليم محظرى مميز، فلمديره إسلكو ولد حيده خالص التقدير وكامل الإمتنان.

-كما شرعت لجنة تابعة لمشروع عناية فى اتخاذ الإجراءات الفعلية لترميم المستوصف القديم ببلدية أم الحياظ وتجهيزه، بعد جولة قادت الأخت نائب رئيس المجلس الجهوى مت بنت محمدو ولد باب إلى كل النقاط الصحية بالبلدية قل أشهر على رأس بعثة من المجلس الجهوى، وقد أثمرت تلك الجولة تقريرا مفصلا عن الحالة القائمة الآن، وبدأت مصالح الصحة بالتعاون مع مشروع عناية الممول من طرف البنك الدولى الأخذ بالتوصيات الصادرة عنها.
-
-- كما ننتظر من وقت لآخر شروع وزارة التجهيز والنقل فى مشروع فك العزلة عن الطريق الرابط بين "مركز اعوينات أزبل" و"أكدرنيت"، وبين "أكدرنيت" و"اعوينت ولد بوعود"، وبين "أكدرنيت" و"التيارت"، وهو مشروع تمت دراسته عبر خبير أرسله القطاع إلى المنطقة قبل أشهر، وتمت برمجته – وفق المعلومات المتوفرة- ضمن مشروع فك العزلة المنفذ من شركة "أتير" العام الحالى.

-كما أن مشروع الواحات قد برمج مشكورا 10 هكتار من النخيل بالمنطقة، وقد أرسل بعثة للتنقيب عن المياه وتم تأمين المياه الكافية للمشروع، ونأمل أن يتم الحفر وبناء الشبكة وإطلاق المكونة المهمة قبل نهاية العام الجارى.

-وهنالك مبادرة من أخواتنا فى المجلس الجهوى : مت بنت محمدو ولد بابه وخدجة بنت صمباره، لتأمين مشاريع لصالح بعض أبناء المنطقة فى ميزانية الجهة للعالم الحالى، بالتشاور مع رئيسها الأخ ختار ولد الشيخ أحمد، وهي مشاريع نحتاج إليها لمعالجة بعض الإشكاليات المطروحة فى القرى الريفية كتعميق بعض الآبار وتجهيز البعض الآخر بالطاقة الشمسية ودعم بعض التعاونيات الزراعية بالمنطقة.
صحيح أن بعض المشاريع التى حرصنا على تنفيذها خلال الفترة الماضية تعثرت وخصوصا تلك المتعلقة بالمياه ( حاسى أهل الرقاد/ الإغاثة/) رغم وجود توجيه من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى بإكمالها، ولكن لاتزال بعض الدوائر التنفيذية غير قادرة على مواكبة الرجل ومشروعه الذى نراهن عليه لتغيير واقع مر عشناه لعقود طويلة.
لكن مع ذلك يمكننا القول بوضوح أن هذه اللفتة الكريمة من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى لمنطقة أوكار وسكانها غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة، والأحكام السياسة التى تداولت حكم البلد منذ استقلاله عن فرنسا 1960، وهي فرصة لشكره باسمكم جميعا على ما قدم لمنطقتنا من مشاريع وتثمين ما أنجز فيها دون من أو مقايضة.

إن ماتحقق بفضل الله عز وجل، هو نتاج طبعيى لحراك وجهد ساهم فيه العديد من أبناء المنطقة، وكنا حريصين كل الحرص خلال السنوات الماضية على إيصاله حيث يجب أن يصل، وطرق كل الأبواب من أجل تغيير الصورة النمطية عن منطقة تدفع ثمن تجاهل الدولة المركزية لحيز كبير من ترابها العزيز للأسف دون مبرر على الإطلاق.

ونحن أيها الأحبة لاندعى أن كل المشاكل تمت حلحلتها، وأن كل القضايا قد تمت تسويتها، ولكننا نشعر بفضل الله بأن طريقنا نحو فك العزلة قد بدأ، وأن يومنا أفضل من أمسنا، وأن غدنا بفضل الله مبشر وواعد.
نشعر بالفخر والاعتزاز حينما تحمل إلينا النتائج النهائية للمدارس النظامية أخبارا مفرحة كفوز "لمياتي بنت شينا" و"الناتنى بنت بنان" ونفيسه بنت الشيخ أمحمد، وأبيش بنت البكان، ولاله عيشه بنت البكنان، وأشكيريده بنت بياده ... بالباكولوريا دورة 2022 ، ويزداد فرحنا دون شك ، حينما نتأكد من تخرج نجل الأخ الطاهر ولد أعبيد كدكتور فى مجال الطب البشرى، وهو فخر لكل أبناء قرية أحماله ورد واضح على الذين سخروا من محاولة والده بناء قرية بمنطقة نائية والتخطيط لغد أفضل لأولاده وجيرانه. متناسين أن أبناء آوكار لديهم القدرة على خوض أي تجربة والتحمل أكثر من الغير، ولكن الإهمال الذى حرمنا من ولوج المدارس لفترة طويلة، والصراع من أجل تأمين مياه الشراب ولقمة العيش هو الذى حال بيننا وبين مانستحق، ولكن الصورة – بعون الله وفضله – ستتغير دون شك، وهمم الكبار كبار.

أيها الإخوة
والأخوات

نحن سعداء أكثر حينما تحمل إلينا الأخبار الواردة من تجمع ترمسة – حيث الأهل والجيرة-  فوز "أبوبكر ولد حمود ولد عبد الله وشيبة ولد فاليلى ولد أشماته بالباكولوريا، وتتصدر "مريم بنت أخيارهم" من قرية "أم أغلاف" دفعة ليصانص اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بلعيون وبمعدل ممتاز، ونعتز أكثر بمواصلة أحمد ولد بنان ومحفوظ ولد بله ولد أقو وميمين بنت الرقاد ومحمد ولد أخيارهم مشوارهم الدراسى بتفوق داخل الجامعة الإسلامية بلعيون.
وفى الختام :

لايمكن بحال من الأحوال أن نغادر الموقع والموقف قبل أن نتقدم بخالص العزاء لكل أبناء المنطقة فى مجمل الذين فقدناهم من أحبة بين الدورة الماضية والحالية .

وأخص بالذكر طيب الذكر، محمد الشيخ ولد الفزاز والرجل الفاضل بوبه ولد أقو، والأخ الكريم أج ولد الخليفة، والشيخ الوقور موسى ولد محمد ولد لعل، والرجل الفاضل إدومو ولد محمود.

وأخيرا وليس أخيرا ، والدى ووالدكم جميعا، وآخر رجالات التأسيس بالمنطقة، وأحد الذين نذروا أنفسهم للإصلاح وضحوا من أجل أن تكون لى ولكم مكانة فى مجتمع قيد التشكل بعد عقود من الهجرة وعدم الإستقرار، أعنى محمدو ولد بابه عليه رحمة الله.

لقد صبر وصابر حينما أجبرت الظروف العديد من أبناء المنطقة على تركها، وترآت للبعض دروب الهجرة كخيار وحيد للبقاء على قيد الحياة فى منطقة جرداء لاماء فيها ولاعشب.

رجل جمع بين سمو النفس وقوة الشخصية، والكرم العابر للحدود، والرأفة بالفقراء والمساكين، وخطت سجاياه مكانة غير متكلفة فى قلوب الناس من أنبيكت لحواش شرقا إلى أم الكرعان غربا ومن الباطن شمالا إلى ترمسه جنوبا.

كان سياسيا بامتياز طيلة العقود الماضية، ومزارعا من خير المزارعين ، تشهد بذلك "تامورت كنيو" و"أغليق أولاد البح" و"أغليق تيميزين" و"آجوير" و"بوجناح" و"أم عبو" و"أحريث محمدو" و"أغليق أكدرنيت" و"أركوكه" . لقد كانت حياته حافلة بالكدح والتضحية وجمع شتات المستضعفين حوله وحول المشروع الذى آمن به من أجل تأمين غد أفضل للمنطقة التى عاش فيها وللمجتمع الذى عايشه.

رجل جارى الصناع التقليديين فى مهنتهم وأبدع فيها، وقلص المسافة بينه وبين الجيل الذي عايشه منهم دون كبر أو بطر، وحارب النظرة غير المؤسسة لمهنة شريفة كان لأصحابها الدور الأكبر فى بناء المجتمع وضمان أمنه واستقراره، بعدما حول منزله المتواضع إلى أكبر مجمع للآلات المستخدمة فى الصناعة التقليدية مع مهارة يشهد عليها الجيل الذى عاصره وكنا عليها من الشاهدين.

حفر الآبار بيديه وكان "أكمبى" من الطراز الرفيع، وأصطاد الوحش بكل أنواعه ،وأتقن فن الرماية وأقتنى أحدث الأسلحة وأقدمها، وبنى المسجاد وأمها، وقاد خلال السنوات الأخيرة مجمل الجهود الرامية إلى حماية البيئة، من غرس للأشجار، ومنع لحرقها وقطعها، وأتخذ خطوات واضحة وصارمة لمحاسبة الجميع دون تمييز، مستعينا بالسلطة الإدارية فى حربه المفتوحة ضد الذين اختاروا الاستمرار فى تدمير البيئة بعد سنوات الجفاف التى هزت سكان المنطقة بالكامل.
 
اسمحوا لى أخوتى الكرام ، وأنا أختتم هذه الكلمة أن أستعير من الشاعر الجواهيرى بعض أنشودته الخالدة (أسعف فمى) :

لقد أنرت طريقها وضربته مثلا  شرودا ينشد الضليلا
وأشعت فيها الرأي لامتهيبا ..  حرجا ولامترجيا تهليلا
يا ابن الذين تنزلت ببيوتهم .. سورالكتاب ورتلت ترتيلا
الحاملين من الأمانة ثقلها لامسعرين ولا أصاغر ميلا
والجاعلين بيوتهم وقبورهم .. للسائلين عن الكرام دليلا
أنا فى صميم الضارعين لربهم .. ألا يريك كريهة وجفيلا
والضارعات معى مصائر أمة  ألا يعود بها العزيز ذليلا

أخوكم سيد أحمد ولد باب
20/08/2022