تونكاد أنفو: في الجمهورية الفقيرة تتزايد شهادة الصاحين من سبات ليل الاحتكار والعاجزين عن الحصول على جزء يسير من كعكة شعب المتسولين المكتظين عند ملتقيات طرق الحرمان و العوز والجوع في المدينة المحرمة على من بنيت بسواعدهم ومن مالهم حتى وصفها رئيسهم ابن الصالحين بالوطن الفقير وشعب التسول .
من حقنا ان نكتب لكم سيدي الرئيس عن عذاب قبول واقع الوطن وعن حال الشعب وعن دور النّخب في صولات النهب المنظم والممنهج وعن خيبات المهاجرين المنفيين طوعا او كرها حينما انقضى خريف اعمارهم وهم ينتظرون طمر وحل الماضي النتن والكف عن التستر على اخفاق اغلب الانظمة والحكومات ، فحمائم ضباط الجيش يصرخون في آذان الصم الخائفين عن الماضي المنتهب بين المفسدين والقادة الضعفاء وبين الحاضر الميت بفعل الساسة المفسدين و الاموات الاحياء في شوارع جمهوريتنا نحن وانت و فريستهم هم يوم ولدت ويوم تنكرت ويوم اختطفت ، وبين ساسة ابعدتهم طوائف و شرائح النظام الديمقراطي الهجين ببزاته وتمائمه و عمائم فرسانه وقرون شياطينه في لحظة حزن تتمدد كالمطاط لتحجب اعيادنا و مناسباتنا وحتى داخل احلامنا لتحولها الى كوابيس مفزعة .
من كل عينات النخبة تنذر اصوات من صلح من ركاب سفينتها بالواقع المزري و بالمحاولة الفاشلة للتغطية عليه فجرح الفقر نازف و اخدود النهب امتلأ والشاحن يوشك ان يكون صاعقا يفجر كل التحصينات التي تزداد هشاشة ووهنا كلما أهملت او نسيت او تعمد راعيها رفض صيانتها ، والهوة السحيقة تزداد بين شعبك و نظامك والحكومة تستدعي من هم اضعف منها حتى لا يتحمل اهل الحق امكانية الاصلاح التي تزداد صعوبة يوما بعد آخر ؛ ولن تسع الارض يوما من قصّر فلوائح الاتهام بالملايين و الادلة بالصورة والصوت وبالوثائق المؤمنة وبختم اصحابها وهذه الصورة الداكنة ليست تهديدا بل صيحة استغاثة لمن حمّلوك المسؤولية و من تعهدت لهم وقد بلغت قلوبهم الحناجر و قارعة الطريق تضيق وليس من شيم الاحرار ان يتعمدوا تحطيم الآمال حينما تعلق عليهم ولن يكفي الفقر والتسول كمبررات فالحياة قبل ماديتها كرامة وكبرياء وموقف وتحد لكل المعوقات وليست هروب من واقع سعيتم لتحمل تغييره و تطويره لا الاعتراف بفقره وتدوير عناصره المتهمة بصناعته وتكريسه و استمراره .
الجمهورية بعد الفطر نقطة في آخر السطر حتى تقدموا الحلول وترفعوا التحدي و توقفوا الانهيار و تقفوا معنا في وجه اعصار صنعته نخبة خيبت آمال الشعب وتلاعبت بمشاعر الجوعى و كل اصحاب المظالم والحقوق و يوشك فصل مسرحيتها الثالث ان ينتهي والحزن يخيم على كل فصولها وكل الاسئلة لا تزال مطروحة رغم نذر الاجابات القليلة التي اكد ابطالها ان التاريخ لا يموت والأخطاء لا يمكن حجبها
ســــيدي عيــــلال