على بعد خمسة عشر كلم من مدينة انواذيبو عاصمة الاقتصاد الموريتانية ، يسابق عشرات المطلقات من معيلات الأسر بزوغ شمس الصباح من اجل الوصول الى الشاطئ البحري المحاذي لطريق انواكشوط انواذيبو ، حيث يضرب النسوة الارض بحثا عن مادة الملح ، الذي يستخرجنه من باطن الأرض ويقمن باستصلاحه على مراحل مختلفة ومن ثمة ، يقمن بشحنه فى خنشات وتسويقه فى مساحة اجرنها قرب حائط المطار .
مريم محمود تقول : ليس من بيننا متزوجات والا لما كنا هنا ، بل معظمنا مابين مطلقات وأرامل وانا شخصيا تضيف مريم ارملة وام لعيال ضعاف ليس من بينهم من يعمل لذلك اتوجه كل صباح مع رفيقاتي منذ سنوات ، عندما توفى زوجي التحقت بركب المنقبات عن الملح .
مريم تضيف بالكاد توفر لى عائدات بيع الملح تكاليف الحياة اليومية من توفير للدواء والغذاء وتعليم الاطفال ؛ وهنا اناشد الرئيس الجديد لموريتانيا محمد ولد الغزواني ان يقدم لنساء الملح فى انواذيبو عونا خاصا واشراكنا فى مشروع تآزر الذي سمعنا عنه مؤخرا .
امباركة عبد اللطيف : اعمل منذ سبع سنوات فى هذا المجال الذي لم اجد سواه واخترته لانني مطلقة ولااريد ان امد يدي للناس واتسول فى الشارع ، لم تساعدنا الحكومة ولاالمنظمات رغم ان عديد الهيئات الغير حكومية وعدتنا بالمساعدة وقاموا بتصويرنا ، منظمة واحدة تضيف امباركة منحتنا 50 خنشة وغطاء ابلاستيكي هذا فقط ؛ ونحن نريد قطعة ارضية تمنحها لنا الدولة نسوق فيها المنتوج وشاحنة لنقل للنقل ، حيث نعوض عن كل خنشة 100 اوقية قديمة ونحن نبيعها مابين 1000 اوقية قديمة والمجال راكد ، الان لاننا نستغرق فى اسخراج الملح واستصلاحه اسبوعا كاملا خاصة اذا كانت الرياح غير موجودة ، واحيانا نلجأ للدراك ليوقف لنا سيارات تحملنا .
تضيف امباركة لقد طردتنا المنطقة الحرة اكثر من مرة من ساحة نبيع فيها المنتوج بحي دبي منحتنا اياها سيدة محسنة ، وقد بررت المنطقة الحرة طردها لنا بحجة اننا نبيع منتوجنا قرب حي راق بجانب حائط المطار .
محمد هديه صاحب عربة حمار يقول انا الرجل الوحيد الرفيق للنسوة حيث احمل لهن المنتوج ويعوضنني سعرا رمزيا ، واريد ان ااكد انهن نساء كادحات وصالحات ، حيث يقضين اياما دون بيع ، فهن يعتمدن على ثلاثة اصناف من الملح ، صنف يباع للعاملين فى تجفيف السمك وصنف لاستصلاح الجلود وصنف للمخابز التقليدية ، يضيف محمد هدية ، لقد تابعت فى انشيري حضور المعارضة للاستقلال وبعض الرؤساء السابقين لذلك استبشر خيرا فى نظام الرئيس غزواني الذي ارجوا منه ان يعتبر نساء الملح رعيته الفقيرة فهن مابين ارملة ومطلقة وهن يعشن تحت خط الفقر ومع ذلك من سكان مدينة اقتصاد بها الصيد والمعادن وتصدر منها خامات الحديد وعليه ارجوا ان يستمع لصوتنا وان يقوم بتمويل تعاونية لنساء الملح او اعطائهن رواتب تغنيهن عن تعب البحث عن الملح .
عابدة زيني سيدة مسنة تقول : لاعمل لى سوي هذا المجال وليس لدى رجال فقد مات زوجى وتركني وحدي رفقة اطفال غير متعلمين وهنا تقطع حديثها وتبكي بحرقة ويهرع النساء للتخفيف عنها بدعابات خفيفة .
يستخدم النساء العاملات فى مجال استخراج واستصلاح الملح وسائل بدائية متوضعة كلها ويحتمين باعرشة وخيم متهالكة من الشمس والبرد ، ويعدن اهتمامهن بهذا المجال الى الفقر المدقع والابتعاد عن التسول .