النص الكامل للبيان الختامي الصادر في أعقاب زيارة الرئيس الرواندي لموريتانيا

ابدت موريتانيا ورواندا  إرادتهما المشتركة للتشاور المنتظم والحوار الدائم، تعزيزا وترسيخا لعلاقات الصداقة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والرواندي.

وأكد البيان الختامي، الذي صدر اليوم الخميس، في ختام الزيارة الرسمية التي أداها الرئيس الرواندي لبلادنا، والذي تلي بحضور قائدي البلدين فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وفخامة السيد أبول كاجامي، ارتياح قائدي البلدين لتطابق وجهات النظر، وعزمهما تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية خدمة لمصالح الشعبين الموريتاني والرواندي.

وفيما يلي نص هذا البيان، 

"بيان مشترك في ختام زيارة العمل والصداقة التي قام بها فخامة رئيس جمهورية رواندا السيد بول كاجامي، إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية

انواكشوط 23 و24 فبراير 2022

بدعوة من نظيره وأخيه صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أدى صاحب الفخامة السيد بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا يومي 23 و24 فبراير 2022، زيارة عمل وصداقة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، على رأس وفد هام ضم العديد من الوزراء والموظفين السامين.

وتندرج هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، كما تترجم الإرادة المشتركة لدى الرئيسين في التشاور المنتظم والحوار الدائم تعزيزا وترسيخا لعلاقات الصداقة والأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، الموريتاني والرواندي.

وخلال هذه الزيارة أجرى الرئيسان محادثات على انفراد تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا القضايا الإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقد عكست هذه المحادثات، التي تم توسيعها لاحقا لتشمل الوفدين، تطابق وجهات النظر حول القضايا المثارة.

وعبر الرئيسان، صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وصاحب الفخامة السيد بول كاجامي، عن ارتياحهما لتطابق وجهات النظر، وعن عزمهما على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خدمة لمصالح الشعبين الموريتاني والرواندي.

وقد حرص فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على الإشادة بالدور التاريخي الذي أداه أخوه فخامة الرئيس بول كاجامي لإنهاء الإبادة العرقية للتوتسي سنة 1994 التي شكلت لحظة رعب وصدمة لكل البشرية، وخاصة تحقيق المصالحة بين أبناء شعبه، وإنجازه خلال السنوات الأخيرة ثورة اقتصادية واجتماعية حقيقية مكنت رواندا من أن تصبح اليوم نموذجا للتقدم والتنمية في إفريقيا.

وقد أدى فخامة الرئيس بول كاجامي زيارة لكلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس وأشاد بهذه المناسبة بالتقدم الذي أحرزته السلطات الموريتانية في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مكافحة الإرهاب وسط محيط شبه إقليمي بالغ الاضطراب.

على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي عبر الرئيسان فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وفخامة الرئيس السيد بول كاجامي عن قلقهما من تصاعد العنف في منطقة الساحل والبحيرات الكبرى ومناطق أخرى من القارة وعن خشيتهما من مخاطر تمدده.

وبالمناسبة ذاتها عبر الرئيسان عن ضرورة رفع مستوى دعم المجتمع الدولي لمجموعة دول الساحل الخمس في محاربتها للإرهاب والتطرف وفي سعيها إلى بناء تنمية شاملة ومستدامة.

كما عبر الرئيسان عن إرادتهما القوية في العمل على إنجاح منطقة التبادل الحر القارية، وبشكل عام على تحقيق أهداف أجندة 2063.

وخلال تناول القضايا المتعددة الأطراف أكد الرئيسان، خصوصا، على ضرورة الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن بصورة تضمن التمثيل المنصف للدول الأعضاء وتعكس الواقع الجيوسياسي الحالي. وقد ركزا في هذا السياق على تمسكهما بالموقف الإفريقي المشترك المعبر عنه في تفاهم أزيلويني.

وقد كانت المخاطر الكبرى الناتجة عن التحولات المناخية موضع اهتمام من الرئيسين، حيث ذكرا بأن القارة الإفريقية على الرغم من ضآلة مساهمتها في زيادة انبعاث الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري هي المتضرر الأكبر منها.

وعبر الرئيسان، كذلك، في هذا الصدد، عن إرادتهما القوية في العمل على تحقيق الالتزامات الدولية في مجال ترقية الطاقات النظيفة وتخفيف آثار التغير المناخي.

كما دعا الرئيسان الدول الصناعية إلى مضاعفة جهودها من أجل الإسهام، على نحو معتبر، في تخفيض مستوى انبعاث الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري والعمل على ترقية الطاقات المتجددة.

حضر الرئيسان توقيع اتفاقيتين وقراءة البيان المشترك.

وفي ختام زيارته عبر صاحب الفخامة السيد بول كاجامي، عن شكره وعميق امتنانه لأخيه صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والحكومة والشعب الموريتانيين على الاستقبال الحار والأخوي والضيافة الكريمة التي خصصت له ولوفده المرافق طيلة مقامه.

ووجه صاحب الفخامة بول كاجامي الدعوة لنظيره وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للقيام بزيارة لجمهورية رواندا، وقد تم قبول هذه الدعوة بارتياح كبير على أن يحدد تاريخ الزيارة لاحقا عبر الطرق الدبلوماسية.

حرر هذا البيان المشترك في نسختين، عربية وفرنسية، لهما نفس القيمة.

انواكشوط بتاريخ 24 فبراير 2022

عن حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية

إسماعيل ولد الشيخ أحمد

وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج

عن حكومة جمهورية رواندا

فنساه بروتا

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي".