الأول من كانون الأول /ديسمبر من كل عام تصطف دول وشعوب العالم احتفالاً باليوم العالمي للأيدز الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة كمناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها كل عام، نتيجة قرار من منظمة الصحة العالمية، وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية إحياء هذه المناسبة في قرارها 15/34 الذي يخصص لإحياء المناسبة والتوعية بمخاطر مرض الأيدز، ومخاطر انتقال الفيروس المسبب له، عن طريق استعمال أدوات حادة ملوثة أو ممارسة جنسية دون اتخاذ طرق وقاية مناسبة أو عبر استعمال معدات وأدوات طبية ملوثة. كذلك طرق التعامل السليم والصحيح مع المصابين بالمرض أو الحاملين للفيروس الناقل له. ويعتبر مرض الإيدز من الأمراض الخطرة، كما أن معدلات الإصابة به لا تزال مرتفعة خاصة في دول العالم النامي مما يتطلب حملة توعوية هادفة إلى مساواة مرضى الإيدز بغيرهم من أفراد المجتمع الإنساني ، علماً بأن هنالك ضغوطاً نفسية وعزلة غير مبررة تمارسها بعض المجتمعات على المصابين بالأيدز .
فالاحتفال باليوم العالمي للأيدز يحمل إيماءة إنسانية تستوجبها أواصر العلاقة بين كافة شرائح المجتمع الإنساني ومكوناته المختلفة دون تمييز لأحد أو عزل لأحد . فمصابو الأيدز رغم خطورته وآثاره الصحية أو النفسية إلا أن بمقدورهم ممارسة حياتهم الطبيعية لا فرق بينهم والأصحاء، بيد أن صحتهمم تتدهور تدريجياً مع مرور الزمن، فمن باب أولى الاعتراف بقدرتهم وفاعليتهم في الأنشطة المختلفة، وهذا ما يعززه الاحتفال باليوم العالمي للأيدز والذي يرمي إلى غرس روح التعاون مع مرضى الإيدز تخفيفا للضغوط التي يواجهونها، فضلاً عن ضرورة محاصرة هذا الداء العضال والعمل على تعافي المجتمع الإنساني من مخاطره.
معهد جنيف لحقوق الإنسان وإنطلاقا من إيمانه بأن جميع الأشخاص يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وإذ يقر بأن هذه الحقوق مستمدة من كرامة الإنسان المتأصلة فيه،وأن جميع حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة ومترابطة ومتشابكة ويعزز بعضها بعضاً،يؤكد أن احترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها في سياق مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك استفادة الجميع من خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية والدعم المتصلة بفيروس نقص المناعة البشرية، تشكل عنصراً لا غنى عنه من أجل الإعمال التام لحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية؛
معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي باليوم العالمي للأيدز، ومن زاوية الدور الطليعي الذي ظل المعهد يقوم به مع الشركاء من أجل الارتقاء بالإنسانية في كافة مجالات التنمية والتعاون، يقف مع مرضى الأيدز جنباً إلى جنب مخففا و داعماً بكل ما أوتي من قوة. ويحث الدول على أن تجعل قوانينها وسياساتها وممارساتها، بما في ذلك استراتيجياتها الرامية إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بفيروس نقص المناعة البشرية وغير ذلك من الجوانب الصحية، تمتثل كلياً لالتزاماتها بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي، وأن تراجع أو تلغي الالتزامات التي تكون تمييزيةً أو التي تؤثر سلباً في التنفيذ الناجح والفعال والعادل للبرامج التي تتيح الحصول على خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج والرعاية والدعم المتصلة بفيروس نقص المناعة البشرية لجميع الأشخاص المصابين بالفيروس أو الذين يُفترض أنهم مصابون بالفيروس أو المعرضين لخطر الإصابة به أو المتضررين منه.
ومعهد جنيف لحقوق الإنسان إذ يحتفي بهذه المناسبة لا يفوته أن يثمن مجهودات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والمنظمات المشتركة في رعايته، كمنظمة الصحة العالمية، ويطمح في المزيد. يرحب معهد جنيف لحقوق الإنسان بالإعلان السياسي بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز: على المسار السريع للتعجيل بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والقضاء على وباء الإيدز بحلول عام 2030، الذي اعتمدته الجمعية العامة في قرارها 70/266 المؤرخ 8 حزيران/يونيو 2016، ويحث جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على أن تتخذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذ الالتزامات الواردة فيه.
جنيف 1 ديسمبر 2021م