كلمة وزير التهذيب في ختام الايام التشاورية حول إصلاح التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم 
وصلى الله على نبيه الكريم

صاحب المعالى الوزير الأول
معالى السيدات والسادة الوزراء
السادة رؤساء الأحزاب 
السادة النواب
السادة والسيدات ممثلو شركائنا فى التنمية
السيد والى انواكشوط الغربية والسادة الوالاة
السيدة رئيسة جهة انواكشوط والسادة رؤساء الجهات
السيد عمدة تفرغ زينة والسادة العمد
السادة والسيدات ممثلى المركزيات النقابية والنقابات
السيد رئيس الرابطة الوطنية لآباء التلاميذ والسادة والسيدات رؤساء الروابط الجهوية
السادة والسيدات ممثلوا منظمات المجتمع المدني

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ها نحن بعون الله وفضله نصل إلى ختام الأيام الوطنية  للتشاور حول إصلاح التعليم التى انطلقت يوم 16 من الشهر الجارى تحت إشراف فخامة رئيس الجمهورية وبحضوره الفعلي.

لقد أتاحت هذه الأيام الفرصة لما يزيد على 500 مشارك يمثلون الأحزاب السياسية ومنتخبى الشعب من برلمانيين ورؤساء مجالس جهوية وعمد وممثلين للمركزيات النقابية وكافة نقابات التعليم إضافة إلى عدد كبير من خبراء التعليم والمدرسين ومنظمات المجتمع المدني، مع حضور بارز لجمعيات ترقية اللغات الوطنية، لتشخيص وضعية قطاع التهذيب وتدارس انجع السبل لانتشاله من الوضع الذى يعيش فيه.

وانطلاقا من الرؤية التى تضمنها برنامج فخامة رئيس الجمهورية والسياسة العامة للحكومة وستنادا إلى تقارير الأيام التشاورية الجهوية وإلى نتائج استثمار الإصلاحات السابقة وإلى استغلال تقرير منتديات 2013 ، خلص هؤلاء إلى صياغة وثيقة ترسم ملامح المدرسة التى يجد فيها كل موريتاني ذاته ،وبينوا معالم الطريق التى يمكن أن نسلكها لتجسيد هذه المدرسة على أرض الواقع.

صاحب المعالى
أيها الحضور الكريم
بالنظر إلى ما يكتسيه موضوع هذا التشاور من أهمية وبالنظر إلى نوعية المشاركة وشمولها وإلى محتوى هذه الوثيقة التى اتفق المشاركون على تسميتها " المدرسة التى نريد" وبالنظر إلى الإجماع غير المسبوق على ما تتضمنه  دون شك إلا أننا أمام لحظة تاريخية سيكون لها ما بعدها فى بناء هذا الوطن وتقوية اللحمة الاجتماعية ببن كافة مكونات شعبة.

صاحب المعالى
أيها السادة والسيدات
تتضمن وثيقة "المدرسة التى نريد" تشخيصا لوضعية القطاع والدروس المستخلصة من الإصلاحات السابقة ودواعى الإصلاح الحالى، وتحدد رؤية المدرسة التى نطمح إليها منطلقة من ملامح الموريتاني الذى نفخر بأن يكون مواطنا لبلادنا وتضع الأهداف التى ترمى إليها بنواحيها المختلفة المتعلقة بالتعليم والتنشئة والتأهيل وتقف بنوع من التفصيل والدقة عند أبرز أسس إرساء المدرسة المنشودة.

 تتأسس المدرسة التى أجمع الحضور على إرسائها على قيم الانصاف وشمول الخدمة لصالح كل الأطفال، خصوصا ذوى الإحتياجات الخاصة والمنحدرين من أوساط الهشاشة، 

وعلى ضمان تعليم ذي جودة يحضر ابناءنا أحسن تحضير بما يضمن نجاحهم اجتماعيا ومهنيا.
 
وفى هذا الإطار تم الإجماع على اختيار لغات التدريس واللغات المدرّسة بما يعزز مكانة اللغة العربية ويضمن للغات الوطنية الأخرى، البولاربة والسوننكية والولفية، المكانة المناسبة ويرشّد اختيار لغات الانفتاح ويرفع من مستوى تدريسها. 

ووضعت المعايير التى تضمن نجاعة الخارطة المدرسية بما يتلاءم والزامية التعليم ويقرب الخدمة من المستفيدين ويسهل ترشيد الموارد.

كما حظيت المصادر البشرية بفائق العناية من حيث مسارات الإكتتاب والتكوين والتسيير والتحفيز بما يمكن من التجسيد الحقيقي للرفع من مهنية المدرسين ومختلف مكونات هيئات التأطير ومنحهم المكانة المناسبة والتحفيز المادي والمعنوي الملائم.

تتمحور المدرسة التى نريد حول مسارات تدريس متوائمة ومتسقة تفتح كل الخيارات أمام الأطفال حسب طاقاتهم وطموحاتهم ويحتل فيها التعليم ما قبل المدرسي مكانة هامة لضمان مستوى الإيقاظ والسلوك المطلوب لدى الأطفال وتحضيرهم للتعليم الأساسي وتستثمر تعليمنا الأصلي وتثمنه وتضمن تنظيمه وترقيته؛ وتوفر تعليما أساسيا محصِّنا من الأمية، يشكل مكسبا لمهارات الحياة،  ويحضر تحضيرا جيدا لتعليم ثانوي متعدد ومتنوع الشعب مفض إلى تعليم عال متنوع المسارات متوائم مع متطلبات سوق العمل ومنفتح على مهن العصر.
وضمن هذه المسارات يجد التعليم التقني والمهني مكانة مرموقة تمكنه من أداء هدفه 

المزدوج بتأهيل اليد العاملة الوطنية، خدمة للرفع من مستوى التشغيل وإمدادا للإقتصاد بالمهارات المطلوبة.

صاحب المعالى
أيها السيدات والسادة
ستشكل مخرجات هذه الأيام مستندا صلبا لإعداد القانون التوجيهي لمنظومتنا التربوية وكذا لإعداد خطة عشرية لإصلاح القطاع مما سيجسد الإطلاق الفعلي لتنفيذها بطريقة محكمة.

وإن نجاح هذا التنفيذ يتطلب تبنى مخرجات هذه الأيام من طرف كل اطياف المجتمع وخصوصا شركاء المدرسة وهو ما نعول على المشاركين فى السعي فى سبيله ودعمه.

صاحب المعالى 

اسمحوا لى قبل إنهاء هذه الكلمة بتقديم جزيل الشكر لكل المشاركين بمختلف أطيافهم وتشكيلاتهم.

كما أتقدم بالتحية والتقدير لمكتب الإشراف على أعمال هذه الأيام التشاورية رؤساء ومقررين ومنعشين وخبراء وأخص بالذكر الدكتور الشيخ سعد بوه كامارا الذى ترأس جلسات العمل بكل جدية ومهنية.

اسمحوا لى ايضا صاحب المعالى أن أنوه بحضور شخصيات وطنية عدة من مختلف الأجيال لعبت أدوارا بارزة فى بناء منظومتنا التربوية لن أستطيع ذكر كل اسمائها، سأكتفى بأن أخص منها معالى وزير التعليم الأسبق با مامادو ألصان والمفتس الكفؤ المقتدر لكبيد ولد حمديت.

اشكركم صاحب المعالى
أشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته.