شكل أول معرض للمواشي الحيوانية في تمبدغة شرقي موريتانيا؛ أبرز حدث للنظام الجديد في المناطق الشرقية، وخطوة أعادت الأمل من جديد إلى ربوع من موريتانيا، لم يتعود عناية السلطات العليا، إلا في أوقات الحاجة إلى مجمعه الانتخابي.
ولعل محاولة الدخول إلى قلوب سكان الشرق من باب التنمية الحيوانية كانت صائبة بحكم، اعتمادهم على التنمية قبل الزراعة، ما يجعل الحدث يلامس أحاسيس العامة، ويفتح الأمل أمام تنمية المنطقة، التي تعاني ظروفا طبيعية قاسية قد تهدد الحياة البرية والحيوانية.
ورغم ما حمله ذلك المعرض من رسائل تؤكد ضرورة تطوير الصناعات والمنتجات المرتبطة بالتنمية الحيوانية وتحقيق اكتفاء ذاتي على الأقل من اللحوم والألبان، إلا أن السلطات الجهوية والسياسيين والمنتخبين بنسختيهم المزورتين، قد استطاعوا تحويل معرض الثروة إلى مهرجان سياسي، رغم حسن نية الرئيس.
الكبريت الأحمر
وقد أعلن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في كلمته بمناسبة افتتاح معرض الثروة الحيوانية بتمبدغه عن إنشاء صندوق لترقية التنمية الحيوانية، يتم تزويده بثماني مليارات أوقية قديمة، وصادق على انشاءه مجلس الوزراء، كما أعلن الرئيس عن إنشاء مؤسستين عموميتين إحداهما لتربية المواشي وتشييد المسالخ، والثانية لتحسين السلالات، وتسيير المسارات الرعوية.
وصادق مجلس الوزراء بعد ذلك يوم 28/04/2021 على مشروع مرسوم ، يتضمن إنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تدعى" المكتب الوطني للبحوث و تنمية الثروة الحيوانية والنظام الرعوي" ويحدد قواعد تنظيمها وسير عملها..
وقد صدر مشروع مرسوم آخر يوم 15 سبتمبر 2021 بتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة المكتب الوطني للبحوث وتنمية الثروة الحيوانية والنظام الرعوي.
بعد كل هذا وذاك فإن المواطن الشرقاوي المتتبع للقرارات الحكومية سيلاحظ لا محالة، وبكل ذهول غياب أي أثر للمراسيم والقرارات على الواقع المعاش يالحيز والقطاع المستهدف، والخلاف الواضح بين ما يصدر من مركز القرار، وبين ما يتم تطبيقه في ولاية الحوض الشرقي.
وفي الوقت الذي تبدو فيه الولاية الأولى بأثوابها الرثة، لتستقبل عيد الاستقلال دون أي بنية تحتية تذكر، تشهد ولاية الحوض الشرقي تراجعا في مستوى الأوضاع المعيشية، بسبب ارتفاع الأسعار ونقص التموينات الضرورية للحياة العادية لسكان هذه الولاية، التي لم تتعود على حياة الترف، وهدر المال العام على غرار نظيراتها في البلد.
ويأتي تراجع الوضع المعيشي وأزمة الأسعار والمحروقات في ظل وضع أمني حذر، وفي أعقاب خريف أصفر ينذر بعام رمادة جديد، قد لا يُوفر أكثر الخيارات أمام سكان يعتمدون في حياتهم المعيشية على ثنائي التنمية الحيوانية والزراعية.
ومهما يكن من أمر، فإن عاصمة الولاية الأقل حظا في الخطط والبرامج التنموية تستقبل ذكرى عيد الاستقلال المجيد بعد أيام، دون ترقب لأي تدشين منتظر، سوى الاعلان عن افتتاح أكبر فندق جديد بمدينة النعمة لأحد أقارب الرئيس ويدعى المختار ولد اعل!!!.
مولاي الحسن مولاي عبد القادر