كشفت مصدر إعلامي عن مصادر خاصة ، تفاصيل عملية التفتيش التي خضعت لها مزرعة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بمدينة "بنشاب" في ولاية انشيري شمال موريتانيا من طرف قوة من الدرك الوطني.
وحسب "مبادئ" الذي أورد الخبر، فإن فرقة عسكرية وصلت منزل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بنواكشوط الغربية حيث أخبرته بأنها بصدد الذهاب إلى مزرعته ببنشاب لتفتيشها وطلبوا منه من يمثله لإشهاده على العملية، دون إعلامه بطبيعة التكسير والحفر، وهو ما استجاب له الرئيس.
بعد اصطحابهم لمن يمثل الرئيس السابق انطلقت ثلاث سيارات عسكرية بها ما يقدر ب 12 فردا بينهم مدنيين متجهة إلى المزرعة التي تبعد 160 كلم عن العاصمة نواكشوط.
و بعد وصولهم واستلامهم مفاتيح المنازل من الحارس، قاموا بتفتيش مزلين تفتيشا عاديا ثم دخلوا في غرفتي نوم إحداها هي غرفة نوم الرئيس السابق وقد فتشوها بكاملها ثم حفروا فيها حفرة عميقة بعد نزع السيراميك (كرو) عن أرضيتها.
بعدها انتقلوا إلى غرفة نوم أخرى خصصتها زوجة الرئيس السابق لأغراضها الخاصة ونزعوا تبليطها هي الأخرى وحفروا فيها حفرة أقل مساحة من الأولى، بعد عملية تفتيش عادية أخضعوا لها الغرفة.
ويقول المصدر إنه لاحظ أن تفتيش الغرفتين كان عن سبق إصرار وترصد، حيث كانوا يسترشدون بعامل سابق في المزرعة كان قد طرد على خلفية عملية سرقة نفذها في المزرعة ضبط خلالها متلبسا إلا أن الرئيس السابق أمر آنذاك بطرده دون سجنه أو الابلاغ عنه،
وحسب شهود عيان من عمال المزرعة أكدوا اعتماد الفرقة بشكل واضح على توجيهات العامل المذكور المستجلب، بغرض مدهم بمعلومات حول أماكن الحفر والتكسير، و كان سكان المزرعة قد أخبروا العناصر العسكرية بأن دليلهم معروف لديهم بالسرقة، و حسب المصادر كان العامل المذكور على ما يبدو يبحث عن شيء معين وفي مكان معين غير أنهم لم يعثروا على ما كانوا يبحثون عنه.
وأضاف المصدر "أذكر هنا أنه أثناء عملية الحفر انزلقت رجل أحد العسكريين داخل إحدى الحفر وجرح جرحا بليغا بسبب شظايا السيراميك المتكسرة الناتجة عن عملية الحفر نقل على إثرها إلى المستشفى و هو ينزف بغزارة، بعدها نقل على جناح السرعة إلى نواكشوط".
وبعد انتهاء عملية التفتيش أبلغوا رؤسائهم بعدم عثورهم على شيء و بعدها عمدت الفرقة إلى إعادة تبليط الغرفتين بالسيراميك (كرو) ونظفوا المنزل بالكامل تنظيفا جيدا، وأخذوا كيسا جمعوا به بعض الأشياء كانت متفرقة بين صالونات المنزل آلة تصوير وطائرة درون كانت في مكتب الرئيس السابق وهاتف صغير وبعض الأشياء مثل "ديسك دير" وفلاش كانت بحوزة العامل المشرف على صيانة ونظافة المنزل، ثم أغلقوا المنزل.
كما أنه خلال عملية إعادة تبليط الغرفتين بعد الانتهاء من التفتيش تم استجلاب صنف من السيراميك مماثلا لما كان في أرضية الغرفة في سيارة قدمت من نواكشوط بعد أخذ عينة منه، وهي السيارة التي تعرضت لحادث قوي في الطريق أصيب فيه سائقها إصابة بليغة فقد الذاكرة على إثرها ، بحسب مصادر من المستشفى.
وحول حادث السير أخبرنا شهود عيان أنه بعد وقوع الحادث، اتصل بعض أفراد الوحدة على قيادتهم في بنشاب حيث تلقوا أوامر بضرورة التكتم على وجهتهم ومكان قدومهم وأن يقدموا معلومات على أساس أن السيارة كانت متجهة لنقل السيراميك إلى مدينة ازويرات.
وبالعودة إلى مصدرنا من داخل المزرعة فيضيف: " إن فرقة التفتيش بعد تصاعد أصوات سكان مدينة بنشاب الذين خرجوا في مظاهرات تنديد بما أسموه أعمال التخريب التي يتعرض لها المنزل حينها اتصلوا على قيادتهم لترسل لهم عشر سيارات للدعم طوقوا المزرعة و فرقوا المتظاهرين" ويضيف ذات المصدر الذي كان على اطلاع بكل ما جرى: " أما عن مدة التفتيش فقد استمرت الفرقة في بحثها في كل التفاصيل والأشياء ولم تترك بقعة في المزرعة إلا فتشتها وحفرتها، واستمرت هذه العملية لتسعة 9 أيام متواصلة.
رافقت هذه العملية عمليات مداهمات وتطويق لبعض المنشآت الخيرية و الآبار الارتوازية في المناطق المحاذية لمدينة بنشاب، حيث اقتحمت سيارات من الدرك بعض المدارس و الوحدات الصحية وبعد تفتيشهم وتطويقهم انتقلت إلى بعض الآبار الارتوازية التي شيدها الرئيس السابق وقفا في سبيل الله في مناطق نائية وخالية من مصادر المياه،بعد التفتيش واستجواب القائمين على هذه الآبار قامت بمنع السكان من الانتفاع من هذه الآبار ومصادرتها والآبار كالتالي:
_ بئر اسويهل حاصرته دورية من سيارتين للدرك.
_ بئر التومي: حاصرته دورية من سيارتين للدرك
_ بئر لگليتات: حاصرته دورية من سيارتين للدرك.
بئر الشايفات: حاصرته دورية من ثلاث سيارات للدرك
و أشارت المصادرت الواردة من المزرعة أن الفرقة الدركية كان من بين أفرادها مدنيون بينهم المرشد و آخران لديهم عدة التغطية الإعلامية تظن المصادر أنهم كانوا يعتزمون تصوير الكنوز المزعومة وبثها كما فعلوا مع سيارات الرئيس السابق في نواكشوط.
وحول المقتنيات والمحجوزات تحصلت مبادئ على حصرية لائحتها فبحسب شهود عيان ومصدر مرافق للفرقة التفتيش فإن لائحة المحجوزات انحصرت في مقتنيات جمعتها الفرقة في كيس بعد أن لم يعثروا على شيء مخفي وقد جمعوا هذه الأشياء من صالات المنزل وبعض غرفه و كانت كالتالي:
_ كاميرا تصوير عادية
_ هاتف صغير من نوعية نوكيا
_ طائرة درون واحدة
_قرص صلب (ديسك دي )
_ افلاش ديسك.
وكانت مصادر مختلفة من بنشاب تواترت على امتعاض افراد الفرقة من ارسالهم في مهمة التكسير والتفتيش كما كانت ظروفهم المادية والمعيشية مزرية لدرجة التجاء بعضهم إلى دكاكين مجاورة طلبا لبعض حاجياتهم من المواد الغذائية لتحضير وجبة إفطار، وقد اعتذر عدة افراد منهم بسرية كل على حدة إلى الرئيس السابق من خلال إرسال تحياتهم واعتذارهم مع بعض عمال المزرعة و ذلك خوفا من العقاب الذي قد يطالهم حين إعلانهم لتعاطفهم مع الرئيس السابق وتنديدهم بما أقدموا عليه من تخريب لمنزله.