في ساعة متأخرة من فجر اليوم الأربعاء، أقدمت السلطات الأمنية للنظام الرجعي الموريتاني القائم خلسة وتحت دجى الظلام ،متسللة بين خيوط الفجر الأولى إلى المقر الإتحادي لحزب الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال، مستهدفة يافطات الحزب التي تحمل إسمه وشعاره والتي ظلت مظلة للحقوق والحريات فوق مقرات الحزب التي تعتبر عرينا للأحرار والشرفاء الذين يقارعون جبروت النظام القائم وطغيان وتجبر أجهزته الأمنية والقمعية، التي لا تقيم وزنا للقوانين والتشريعات المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
إن تسلل قوى الأمن ذراع الترهيب والبطش للنظام القائم في الظلام، لمحاصرة مباني اتحادية لحزب ديمقراطي وحقوقي يعمل ضمن حدود القانون التي تسمح له بها الحريات السياسية والديمقراطية، لدليل على مستوى الانحدار الخطير في تراجع الحريات والانهيار المرعب لمنظومة القيم والأخلاق والأعراف الديمقراطية، التي ظل هذا النظام ورموزه وبيادقة الإعلامية والسياسية يتشدقون بها.
وهي دليل آخر وبرهان ساطع على الانتهاكات الصارخة والخرقات البينة لدستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الضامن للحقوق والحريات والفاصل بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية.
ذلك المبدأ الذي يتلاعب به هذا النظام بصورة واضحة ومكشوفة من خلال تغوله البين على القضاء وتسييسه وتحريكه خارج المساطر القانونية ولوائح الاتهام المعروفة، في تجيير واضح ومكشوف لصالح الجهاز التنفيذي الذي هو أداة النظام الاستبدادي القائم لتركيع خصومه السياسيين واستهداف المخالفين لرغباته ونزواته بتصفية حساباته السياسية مع الرموز الوطنية ورجال الأعمال الأحرار والصحافة الشريفة المستقلة والشخصيات الفكرية والأكاديمية والثقافية الحرة، في حركة عبثية يائسة وبائسة لترهيب الأحرار وتكميم الأفواه عبر ممارسة تنتمي لفكر ومنهجية إرهاب الدولة للمجتمع.
وليس استهداف مقرات حزب الرباط ومنازل إقامة الرئيس السابق السيد/ محمد ولد عبد العزيز وتسريح الصحفيين والإداريين والموظفين الساميين وتجييش النواب المتزلفين والمتملقين سابقا والمتآمرين لاحقا إلا حلقة صغيرة من حلقات مسلسل ‘‘الأخلاق‘‘ والتطبع السياسي الذي بشر به النظام الحاكم الذي هو حصيلة مساوئ كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ الاستقال إلي اليوم .
وعليه فإننا في حزب الرباط الوطني من أجل الحقوق إذ نندد بأقوى عبارات التنديد والشجب بهذا السلوك والتصرفات الليلية غيرالقانونية واللاديموقراطية، فإننا لنؤكد لهذا النظام ولدوائره الأمنية وأذرعه السياسية والقضائية تمسكنا بدستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية كعقد فريد ناظم للعلاقات بيننا أفرادا ومؤسسات .
كما نؤكد إصرارنا وتمسكنا بضرورة احترام القوانين والحريات والحقوق التي يكفلها الدستور، ولن تزيدنا هذه المضايقات والاستفزازات والاستهدافات إلا إصرارا على مقارعة ومواجهة هذا النظام الهجين بكل الطرق والأساليب التي يكفلها لنا القانون ويضمنها لنا الدستور بصورة حضارية وديمقراطية يفتقرها النظام القائم.
وندعوا كافة الأحرار والخيرين، أفرادا وحركات ومنظمات وأحزاب داخل موريتانيا وخارجها الى التنديد معنا بهذه المسلكيات الستينية والسبعينية، التي لم تعد تواكب عصر الانفتاح والحريات والعالمية الرقمية، التي لم تعد قابلة لتكميم الأفواه والدوس على القوانين والتشريعات.
وسنرد بإذن الله على هذا الإغلاق التعسفي الجائر الليلي للمقر الاتحادي لحزب الرباط الوطني في مقاطعة لكصر بافتتاح 52 مقرا على عموم التراب الوطني في الأيام والأسابيع القليلة القادمة.
عاش الأحرار أينما كانوا وتحت أي سقف وجدوا.
عاشت الحرية محطمة قيود الظلام والاستبدادية.
عاش القائد محمد ولد عبد العزيز.
عاش حزب الرباط الوطني من أجل الحقوق وبناء الأجيال، سوطا على المتملقين ونخب الفساد.
اللجنة الدائمة
انواكشوط بتاريخ : 05/05/21