تعتبر مقاطعة أوجفت واحدة من مقاطعات الوطن التي تتميز بمكانتها التاريخية، منذ ظهور الدولة المرابطية مرورا بمراحل المقاومة الوطنية للمستعر الفرنسي، حيث عرفت بحضورها الثقافي والمعرفي وبكثافتها الديموغرافية داخل ولاية آدرار، كما تتمتع بثراء سياحي وتراثي هام، إلا أنها ظلت ومنذ تأسيس الدولة الموريتانية الحديثة تعيش أنواع مظاهر التهميش والإقصاء والغبن في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي و الاجتماعي وعرفت لفترات طويلة صنوفا شتي من العزلة والحرمان ما زالت آثارها بارزة للعيان ولم تكن هذه المقاطعة تحظى في أي يوم من الأيام بأي شكل من أشكال الاهتمام الحكومي حيث لم تستفد من البرامج التنموية ولم تصنف عاصمتها – أوجفت- ضمن دائرة المدن التاريخية التي استفادت من إدراجها في الموروث الثقافي العالمي وهي المدينة التي لا زالت معالمها وآثارها شاهدا حيا على الزخم المرابطي وما يحمله من أبعاد حضارية متميزة.
بالرغم من كل ذلك ظلت مقاطعة أوجفت معزولة تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، ويضرب الفقر والحرمان أطنابهما على ساكنتها مع تفشي البطالة في شريحة الشباب والنساء بالإضافة إلى ندرة المياه وضعف التغطية الصحية والتمدرس والطرق المعبدة وكل متطلبات البنى التحية المعاصرة من صحة وتعليم وكهرباء ومواصلات .... مما دفع بالكثير من سكانها إلى الهجرة نحو المراكز الحضرية و,يضاف إلي ذالك انعدام الطرق السالكة وندرة المياه الصالحة للشرب .
إن هذا الواقع المأساوي تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على الأطر والفاعلين الذين تقاعسوا عن أداء واجباتهم وعلى المنتخبين بشكل خاص ولعل طريقة تعاملهم غير المناسبة مع الأزمات والكوارث التي عرفتها المقاطعة في السنوات الأخيرة إلا دليلا حيا على ذلك .
اليوم والوضعية هذه هبت مجموعة من الشباب من اجل انقاذ المسجد العتيق في مقاطعة اوجفت والذي اختفي تقريبا بسبب الرمال وعاتيات الدهر والاهمال .
هذه المبادرة الكريمة تطالب الجميع ان ياخذ نصيبه من المسؤولية التاريخية والاخلاقية اتجاه مقاطعته و تراثها.