التشويق والإثارة والألغاز هم مفتاح نجاح الأعمال السينمائية في العشر سنوات الأخيرة الماضية، حيث أن القضايا التي تناولتها الأفلام تحمل في طياتها أفكارا مختلفة وقصصا مثيرة، تعمل على شغل العقل خلال المشاهدة بالإضافة إلى اللغز الذى يبحث المشاهد دائماً عن حله، محاولاً توقع نهاية الفيلم قبل أن تقترب. زادت نوعية تلك الأفلام بكثرة خلال الفترة الماضية ولاقت نجاحا عظيما وإيرادات عالية، حتى بدأ تطبيقها فى الأعمال الدرامية الحالية كما حدث في مسلسلات رمضان 2015. ومن ضمن نوعية تلك الأفلام فيلم "ملاكي إسكندرية" لعام 2005 للمخرجة الشابة ساندرا نشأت، قصة محمد حفظي، وتمثيل الفنان أحمد عز والفنانة نور والفنانة غادة عادل والفنان القدير خالد صالح، ووصلت إيرادات الفيلم آنذاك حوالي 8959102 جنيه مصري، وتدور أحداث الفيلم حول حل لغز جريمة قتل يحقق فيها المحامي الذي يقوم بدوره الفنان أحمد عز. يليه فيلم "ويجا" لعام 2005 للمخرج خالد يوسف، وقصة وسيناريو وحوار خالد يوسف أيضاً، للممثلين هاني سلامة وشريف منير ومنة شلبي وهند صبري ودوللي شاهين، وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة مكونة من 6 أصدقاء وصديقات من أيام الجامعة تجمعهم لعبة "ويجا" مجدداً بعد التخرج وتتنبأ اللعبة بمستقبل حياة أبطال الفيلم، ووصلت إيرادات الفيلم حوالي 947 ألف جنيه. وفي عام 2008 تم إنتاج عدد ليس بقليل من نوعية تلك الأفلام، حيث أنه تم إنتاج فيلم "آسف على الإزعاج " للفنان أحمد حلمي ومنة شلبي ودلال عبدالعزيز ومحمود حميدة، إخراج خالد مرعي وتأليف أيمن بهجت قمر، ويندرج الفيلم تحت باند الكوميديا السوداء، حيث تدور أحداث الفيلم حول مهندس الطيران العبقري الذي يحلم بتنفيذ مشروعه لترشيد استهلاك وقود الطائرات، ويقع في حب فتاة بعد مقابلتها بالصدفة، وتتوالى الأحداث لتكتشف في نهاية الفيلم أن البطل حسن مريض نفسياً ويعيش الخرافات، وتجاوزت إيرادات الفيلم مليون جنيه يوميا وقتئذ. وتأخذنا أحداث فيلم "زي النهاردة" عام 2008 إلى جو "الديجافو" أو تكرار الأحداث، حيث توفى خطيب الفنانة بسمة بسبب أخيها المدمن الذي يقوم بدوره الفنان آسر ياسين، وعندما أحبت شخصاً آخر تكررت نفس الأحداث بنفس تفاصيلها، ويشاركهم في التمثيل أحمد الفيشاوي وأروى جودة ومها أبو عوف، تأليف وإخراج عمرو سلامة، وحصل على مليون و775 ألف كإيرادات. أحدث فيلم "كباريه" لعام 2008 ضجة كبيرة، حيث تدور أحداثه في ليلة واحدة داخل كباريه يديره صاحبه المتدين الذي ورثه عن والده، ويحتضن هذا الكباريه مجموعة مختلفة من الشخصيات، وتتوالى الأحداث حول عرض حياة كل بطل من أبطال الفيلم، وكان يضم مجموعة كبيرة من الفنانين، من ضمنهم صلاح عبدلله وماجد الكدواني وخالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب وأحمد بدير ومحمود الجندي ورانيا يوسف ودنيا سمير غانم وغيرهم، للمخرجة سماح عبدالعزيز، والكاتب أحمد عبدالله، وتخطت إيراداته حوالي 3 مليون ونصف جنيه. تدور أحداث فيلم "الريس عمر حرب" 2008 داخل صالة قمار، وتصف طريقة حياة الأشخاص الذين يعملون في هذا المكان، ويناقش الفيلم العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، ويضم مجموعة كبيرة من النجوم مثل الفنان هانى سلامة وخالد صالح وسمية الخشاب وغادة عبدالرازق، للمخرج خالد يوسف، وتأليف هاني فوزي، وجمع 6 مليون و700 ألف جنيه كإيرادات. أما فيلم "رسائل البحر" بطولة الفنان آسر ياسين والفنانة بسمة لعام 2010، والذي تدور أحداثه حول البطل الذي تخرج من كلية الطب ولكنه يعاني من اضطرابات في طريقة النطق، ولذلك لم يعمل كطبيب، وبعد وفاة والده قرر السفر لإسكندرية للعيش هناك وتتوالى الأحداث، ويشاركه في التمثيل الفنان صلاح عبدلله ومي كساب ومحمد لطفي، إخراج وتأليف داوود عبدالسيد، وحقق الفيلم 460 ألف جنيه إيرادات. فيلم "واحد صحيح" 2011 للفنان هاني سلامة وكندة علوش وعمرو يوسف وياسمين رئيس ومحمود حميدة وبسمة ورانيا يوسف، للمخرج هادي الباجوري والمؤلف تامر حبيب، وتدور أحداث المسلسل حول البطل الرئيسي الذي لديه العديد من العلاقات النسائية التي تجعله يفقد الطريق الصحيح للارتباط، ووصلت إيراداته إلى 4 مليون و696 مليون جنيه. فيلم "ساعة ونص" 2012 الذي تدور أحداثه حول حادث قطار العياط الذي اشتعلت فيه النيران، سارداً من خلال أحداثه مجموعة من الحكايات الإنسانية التي تخص الركاب، وشارك في التمثيل مجموعة كبيرة من الفنانين مثل سمية الخشاب وسوسن بدر وإياد نصار وماجد الكدواني وأحمد الفيشاوي ومحمود الجندي وأحمد بدير وغيرهم، إخراج وائل إحسان وتأليف أحمد عبدالله، والإيرادات كانت حوالي 8 مليون جنيه. فيلم "الفيل الأزرق" 2014 الذي تعتمد قصته على الدراما والغموض، ويرصد الفيلم حياة طبيب نفسي لديه عدد من المشاكل في حياته المهنية والشخصية، ليعود مرة أخرى للمستشفى والعمل، وهو بطولة كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم ولبلبة وشيرين رضا، وإخراج مروان حامد وتأليف أحمد مراد، وبلغت إيراداته حوالي 31 مليون جنيه، محققاً بذلك أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى تحقيقه لأعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي كله. وأبدى الناقد الفنى طارق الشناوى رأيه في تلك النوعية من الأفلام التي تقوم على عنصر الغموض، حيث قال إن هناك غموضا يدعو المتلقي لإعمال العقل ويدعوه لكشف المزيد من الأحداث، وهناك غموض آخر أشبه لحائط صد للعمل الفني، لا يفهمه المشاهد ولا يتفاعل معه، وهو نوع ساذج من تناول الأعمال الفنية. وأضاف "شاهدنا في رمضان الماضي هذه النوعية من الأعمال التي تخللت المجال الدرامي بكل سلاسة مثل مسلسل العهد، فكل حلقة يكتشف فيها المشاهد شيئاً جديداً، لذلك فإن الغموض بهذا العمل مطلوب، بالاضافة إلى مسلسل الكابوس الذي يعتبر مثالا حيا لعنصر الغموض هذا العام". وأضاف أن أحد أسلحة الكاتب والمخرج، هذه النوعية من الأعمال السينمائية والدرامية التي تقوم على عنصر التشوق والغموض، وقد تتحول من سلاح مع إلى سلاح ضد، ومن حالة يحبها المشاهد إلى حالة يعاقبها العداء.