يعتبر التعليم أهم وسيلة لتنمية وازدهار الشعوب، فالتعليم الجيد هو رهان التطلع نحو التقدم والنماء.
وقد أجمعت الدراسات والقرائن على إخفاق النظام التربوي الموريتاني في تحقيق الأهداف المنشودة منه، والتي من أهمها توفير تعليم يتسم بالجودة، ويوفر منتوجا يستجيب لمتطلبات سوق العمل.
هذا ما جعل كل غيور على مصلحة الوطن والمواطن الموريتاني يستنفذ قواه الفكرية للبحث عن حل مناسب لمشكلة التعليم هذه، والتي تعود في الأساس إلى ثلاثة أسباب هيكلية وهي : عدم مواءمة المناهج التعليمية ومتطلبات سوق العمل(١)، ضعف البنى التحتية المدرسية(٢)، وكذلك تدني المستويات المعرفية والفنية لدى المدرسين(٣).
وفي خضم معركة البحث الدائب عن حل ولو جزئي لمشكلة التعليم، واستجابة لنداء الوطن، وإحساسا منه بالواجب اتجاه عشرات الأبناء في معدن العرفان، كاد فساد التعليم أن يقضي على مستقبلهم، إستطاع الإطار خديم الوطن الشيخاني ولد سيدنا وبتوفيق من الله أن يخترع منهجا تربويا مكثفا، مقتبسا من ثلاثة مناهج عريقة هي المنهج المحظري والمنهج الآنكلوساكسوني(الموديلات) والمنهج الآسيوي(المكثف).
واعتمادا على هذه المناهج الثلاثة، أسس الشيخاني مدرسة عقول الواحات في معدن العرفان سنة 1994م، وبدأ بالتدريس طبقا للمنهجية المستحدثة، والمبنية على مبدأ اختزال الزمن من خلال التعليم المكثف، وترشيد الموارد من خلال تدريس البنامج على شكل موديلات، يقدمه الأساتذة بالتناوب على مدى أحد عشر شهرا، وبمعدل 2300 ساعة سنويا، بدل 700 ساعة في النظام الرسمي للدولة.
وقد مكنت مدرسة عقول الواحات مئات الشباب من الحصول على شهادة الباكالوريا، التي كانت حلما في معدن العرفان، ما كان ليتحقق لولا إنشاء هذه المدرسة الأهلية المجانية. من بين هاؤلاء مايزيد على ثلاثين دكتورا، منهم أساتذة جامعيون وأطباء ومديرون، وكذلك ضباط ومهندسون وأساتذة ومعلمون وناشطون في مجالات أخرى.
ويمكن أن تستفيد الدولة من هذه التجربة الرائدة، وأن تجرب تطبيق هذه المنهجية على المستوى الوطني.