يلاحظ المراقب للشأن الإجتماعي والإقتصادي في ولاية آدرار نزوح مئات الأسر خلال السنوات الأخيرة من الريف إلى المدن، وتعود أسباب ذلك أساسا إلى صعوبة الحياة في القرى الريفية الطاردة للسكان، وقد فاقم الجفاف وقلة الأمطار من وضع هاؤلاء المنسيين من التعليم والصحة والمشاريع المدرة للدخل، هذا فضلا عن العزلة وانعدام وسائل الإتصال، مما أجبر الكثير من هاؤلاء السكان على مقادرة أرض البساطة ونقاء البيئة باتجاه المدن بحثا عن حياة أفضل.
وعادة ما يبرر النازحون قرار الهجرة بالبحث عن التعليم للأبناء، والبحث كذلك عن فرص عمل لرجال سلبهم الجفاف مصادر دخلهم الحيوانية والزراعية.
بعد مقادرتهم لأرضهم الطاردة، يحط النازحون الرحال في المدينة غير المرحبة بأناس لا يفقهون إكراهات المدينة، ولا يمتلكون مؤهلات العمل ولا وسائل السكن، فلم يبق لديهم من بد سوى التأقلم ولو بشق الأنفس مع الحياة الجديدة.
ولا سبيل إلى توقيف نزيف الهجرة هذا إلا بتوفير ظروف عيش كريمة في الوسط الريفي، من خلال سياسة إجتماعية واقتصادة رشيدة، تشجع على البقاء وجاذبة للنازحين للعودة إلى أماكنهم الأصلية، ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير تعليم جيد وخدمات صحية مقبولة وخلق مشاريع تنموية مدرة للدخل، وقادرة على امتصاص البطالة وتأمين الغذاء.