المصالحة الخليجية ... وأقلام المدونين الموريتانيين

 تابع الساسة والمدونون في موريتانيا الثلاثاء تطورات المصالحة السعودية القطرية بارتياح كبير، مع حثهم لحكومتهم على الإسراع بإعادة العلاقات الموريتانية القطرية إلى سابق عهدها.
وتحدث مدونون عن الأمل في أن تكون هذه المصالحة فاتحة خير لمصالحة مغربية جزائرية، وألا تكون بداية توسع للتطبيع مع إسرائيل.
وكتب المدون إسماعيل يعقوب: “ما دام الخليجيون (السعودية وأخواتها من جهة وقطر من جهة أخرى) قرروا التصالح وطي صفحة الخلاف، فلا مبرر بعد اليوم للدبلوماسية الموريتانية في استمرار القطيعة الببغاوية مع قطر”.
وقال: “كنا وكان الخليجيون في غنى عما حدث؛ وكانت الطريقة التي قطعت بها بلادنا علاقاتها مع قطر فجة وغبية وغير قابلة للتسويق ولا حتى للتفسير وفق أبسط نواميس الدبلوماسية؛ فهناك مئات من الموريتانيين موجودون في قطر منذ بداية الأزمة؛ ذاقوا الأمرين وتقطعت بهم السبل وظلت قطر تعاملهم بتفهم رغم إنهاء عقود عمل بعضهم دون تجديد ودون نصير دبلوماسي”.
وأضاف المدون يعقوب: “لم نكن كدولة موريتانية حين قطعنا علاقاتنا مع قطر وتشفينا فيها وقمنا بسبها، على لسان رئيسنا حينها، بعيدا عن العرفان واللباقة مع دولة نصرتنا ودعمتنا وزارنا تقريبا كل أمرائها”.
وقال: “كفارة حشرنا لأنوفنا في صراع الخليجيين فيما بينهم هي الندم على ما فات والنية ألا نعود، والاتصال المباشر بأمير قطر من قبل الرئيس غزواني ومفاتحته في عودة العلاقات بشكل فوري وكامل”.
وأضاف: “على الأقل المغرب والسنغال كانوا أحذق منا في التعاطي مع صراع أغنياء العرب، مستقبلا يجب أن يتشكل في موريتانيا مجلس أمن قومي موريتاني ينتقص صلاحيات رئيس الجمهورية في السياسة الخارجية حتى لا تتبخر مصالحنا الخارجية في لحظة ارتفاع الحموضة لرجل واحد يقرر باسم الملايين”.
وكتب القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور: “أخطأ النظام السابق في قطع العلاقة مع قطر، وفي العلاقات الديبلوماسية لا يقبل ولا ينفع الارتهان لسياسة المحاور، المناسب أن تكون علاقاتنا مع جميع الأشقاء طيبة”.
وعلقت الإعلامية البارزة منى الدي متسائلة: “متى تعود علاقاتنا في موريتانيا مع قطر بعد أن قطعت بطريقة فجة وغير مشرفة؟ أقبح قبائح الرئيس السابق ولد عبد العزيز هي بيعه للسنوسي وقطع العلاقات مع قطر”.
وكتب عبد الرحمن ودادي وهو مدون شهير: “الدرس المستفاد من عودة المياه لمجاريها بين قطر والسعودية والإمارات، أن حشر الأنف والتنطع في الصراعات التي لا تعنينا مآله الخسران”.
أما المدون محمد محفوظ ولد أحمد فعلق على الموضوع من زاوية ساخرة وقال: “الآن فقط وإلى سنتين سنعرف حقيقة التبعية والإملاء والنفاق والارتزاق، في قضية قطع العلاقات الموريتانية القطرية”.
وأضاف: “نعرف أن قطر لم تعترف أصلا بقطع تلك العلاقة، بل تفهمت الأمر، وقالتها وطبقتها: إنها لن تغير من علاقاتها بموريتانيا والموريتانيين، حتى وإن لم تكن هناك سفارتان”.
وقال: “أملنا ألا تغير موريتانيا موقفها وأن تبقى على قطيعتها مع هذه الدولة، صيانة لبقية الكرامة، إلا إذا جاء أميرهم الى نواكشوط في زيارة ثلاثة أيام، وقدم اعتذار قطر ورجاءها إعادة العلاقات رسميا، ونفى أن تكون قطر نازية أو إخوانية، وقدم “شيئا” بين يدي نجواه”.
وكتب المدون حبيب الله ولد أحمد في نفس السياق: “يجب أن تعود العلاقات الموريتانية القطرية، صحيح، نحن عامة وهذه أمور أكبر منا تترك للنظام ورؤاه وتصوراته وحده يملك سلطة تقديرية في التعامل مع ملفات علاقاتنا مع كافة بلدان العالم، والعلاقات الدولية معقدة تقودها المصالح لا العقل ولا العاطفة ولا الأهواء”.
وقال: “مع ذلك لنا رأي لا نعرضه للنظام فهو أدرى بالملف ولكن نرى أن قطر بلد عربي شقيق، زالت كل عوامل قطع العلاقات معه، فقد رحل عزيز، وسيذهب ترامب، وهناك مصالحة بين قطر وأخواتها الخليجيات، ويوجد سياق دولي عربي إقليمي يشجعنا كموريتانيين على إعادة علاقتنا بقطر، فقد كنا في صف الإمارات والسعودية، والإمارات والسعودية تصطفان الآن مع قطر فلنلتحق بالطابور”.
وزاد: “استفدنا كثيرا من علاقاتنا مع قطر اقتصاديا وإعلاميا وكانت سخية معنا دائما، ويكفي هنا أن نذكر خدمات مستشفى حمد بأبي تيلميت وعشرات البعثات الطبية الخيرية التي استفاد منها مرضانا الفقراء مجانا وبخاصة الأطفال والمسنين الذين استفادوا من عمليات قلب مفتوح وقسطرة وغيرها وأنا على ذلك من الشاهدين بحكم عملي فى مركز القلب بنواكشوط الذي احتضن أنشطة تلك البعثات
وقدمت تلك البعثات تجهيزات طبية وأدوية وتكوينات للطواقم الطبية الوطنية”.
وأكد المدون حبيب في ختام تدوينته: “لسنا لؤماء ومهما كان الخلاف السياسي مع قطر فإن بها شعبا كريما وأمراء وقفوا دائما إلى جانب شعبنا وشعوب العالم الفقيرة”.

 

الريادة