وكالات تحويل الأموال.. دور مالي وآخر اجتماعي ... تقرير

غزة .. الإمارة.. التضامن موريتانيا تلكوم ..الوفاء .. المنارة ... وغيرها مسميات مختلفة ونعوت مشتركة للوكالات المحلية لإيداع واستلام الأموال .

وكالات باتت تشكل جزءا هاما من فسيفساء السوق، تعود باكورة انطلاقتها لأزيد من خمس سنوات من الآن حين قام أحد الأشخاص باستنساخ تجربة للعمل المالي كتب له أن يطلع عليها في أحد البلدان بعنوان" تحويل الأموال مقابل رسم معين".

بدأت وكالة "غزة" نقطةانطلاق النشاط، صاحبة أول تصريح لتحويل الأموال في موريتانيا، عملها اعتمادا على وكالة مركزية بالعاصمة ووكالات معدودة داخل الوطن قبل أن تصبح رقما هاما في السوق دفعها فيما بعد إلى توسيع دائرة نشاطها المالي وحدود تغطيتها الجغرافية.

خزنة نقود.. دفاتر للكتابة.. وهاتف مع رصيد وشباك حديدي يحول بين الزبناء ومقدم الخدمة ، أبرز ما يميز المكان في نفس الوقت الذي تمثل فيه هذه التجهيزات أهم مشترك بين مختلف وكالات تحويل الأموال.

داخل المكان تجرى معاملتان لا ثالثة لهما، إيداع واستلام، وفي كلتا الحالتين ثمة عمولة قدرت بضوابط وشرعت بممارسات لا مجال للتنصل منها.

عند الإيداع يقدم المرسل رقم هاتفه وهاتف المستلم والمكان بالتحديد، فيما تكون العمولة جزءا من المبلغ حينا وخارجة عنه حينا آخر والكل حسب رغبة المرسل.

ولا يحتاج الاستلام إلى مجموع هذه الشروط، حيث تقتصرالعملية على التأكد من هوية المستلم عبر اتصال عامل الوكالة على رقم هذا الأخير وبمجرد ظهور رقم الوكالة على هاتف الزبون تبدأ عملية تسليم المبلغ.

وظيفة مالية وأخرى اجتماعية أصبحت بفعلها وكالات تحويل الأموال جزءا من تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين ووسيلة لتسهيل عملية الوفاء بالإلتزامات وأداة لتعويض الكثيرين عن التنقل البعيد من مكان لآخر.

وعلى الرغم من أهمية هذه الوكالات الخصوصية في تسهيل شؤون الحياة اليومية للمواطنين وتبسيط المعاملات مقابل مبلغ بسيط كما يرى أغلب المتعاملين معها، يرى آخرون في هذه الوكالات أداة لتحقيق الثراء بلا سبب خاصة في ظل عدم وجود محددات لمبلغ العمولة التي تتقاضاها هذه الوكالات لقاء خدماتها.

في هذا الإطار عبر سيدنا عالي ولد رمظان عن امتنانه لهذه الوكالات على خدماتها السريعة التي تمكنه شهريا وبانتظام من تحويل مبلغ لأسرته الموجودة بالطينطان دون المرور بوسطاء .

ويضيف لقد أحدثت معاملات الوكالات المالية الجديدة قطيعة مع النهج السائد مما وفر سرية لم تكن موجودة أيام كانت المبالغ ترسل على طريقة "تصل براحة" على حد تعبيره.

من جانبها رأت سلم بنت عبد الودود في وجود هذا النوع من المعاملات المالية فرصة لسد الحاجة الطارئة التي كان قضاؤها يتطلب أياما أو أسابيع حسب البعد الجغرافي ما بين المرسل والمستلم.

وتضيف اليوم أصبح بإمكان الشخص مهاتفة من يريد وطلب إرسال أي مبلغ وتحويل المبلغ واستلامه خلال دقائق معدودة ودون انتظار.

ومن زاوية الفائدة المجتمعية يرى حمدي ولد التقي، أن وكالات تحويل الأموال فتحت المجال واسعا أمام الكثير من الشباب للاستفادة من فرص العمل مما قلص من البطالة، مشيرا إلى أنها تمثل وسيلة آمنة وسريعة لتداول الأموال وتحقيق اللا مركزية في هذا الإطار.

وتواجه وكالات تحويل الأموال حسب القائمين عليها مجموهة من المشاكل والعراقيل تختلف من وكالة لأخرى وإن اتحدت جميعها في هاجس القلق الأمني الذي تعيشه بفعل عملها في المجال المالي .

هنا يؤكد سالم ولد محمد المختار أحد العاملين بوكالة التضامن بمقاطعة تيارت على أن محلات تحويل الأموال تعد هدفا أساسيا للصوص والباحثين عن ضحايا، مطالبا الدولة في هذا الصدد بتوفير وسائل حراسة وتأمين، تشجيعا للدور الذي تقوم به وانصافا في مقابل الضرائب التي تدفعها لخزينة الدولة.

وأضاف أن معظم محلات التحويل تحتوي على أجهزة مراقبة عبر الكاميرات وإن اقتصر دورها على تسجيل الوقائع داخل المحل، إلا أن ذلك لا يحول دون تعرض هذه المحلات لعمليات السطو الممنهجة التي عادة ما تبدأ بتعطيل هذه الأجهزة وإتلافها في أكثر الأحيان.

ويمضي سالم في تعداد حالات الاعتداء التي تعرضت لها وكالات تحويل الاموال، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات إنتقلت من مجرد التهديد بالسلاح الأبيض وطلب أموال داخل الوكالات إلى استخدام الذخيرة الحية مباشرة بل وإلى متابعة العاملين بالوكالات خارج مكان العمل لاختطافهم وابتزازهم تحت طائلة التهديد.

وبين مؤيد لوجود مثل هذه الوكالات ومعارض لفكرتها أصلا، وتعدد المشاكل التي تحول دون أداء المهام المنوطة بها على الوجه الأكمل، يتمسك القائمون عليها بصواب الفكرة ويبحثون باستمرار عن أقرب الطرق لأقناع أكبر قدر من الناس بأهمية هذا النوع من الخدمات.

تقرير: المختار الطالب النافع