عادت الموجة الثانية من جائحة "كورونا" على وقع بداية شتاء غارس، في موجة غلاء فاحش يعيش تحت وطأته المواطن الموريتاني، لتشكل حصارا خانقا على المواطن الذي يحاضره الوباء والفقر وارتفاع الأسعار والركود الاقتصادي وندرة الدخل والتحصيل ..
وفي خضم هذا الواقع الخطير، يلاحظ أن الجهود الرسمية مازالت شبه معدومة، بالمقارنة مع ما حدث إبان موجة الجائحة الأولى، وبالحجم المطلوب الذي ينبغي أن تفرضه الموجة الثانية والأخطر من هذه الجائحة، وطبيعة الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، وصعوبة تكيف المواطن مع واقع مزري كهذا..
لذلك يتساءل المواطنون، لماذا لا تضاعف الجهود الرسمية ويستنفر الرأسمال الوطني والشركات والشركاء الخارجيين لأجل مواجهة هذه الأزمة التي بات من الواضح أنها جد خطيرة نظرا إلى النسبة المعتبرة للإصابات والوفيات المسجلة بشكل ملفت خلال موجة "كورونا" هذه..
يرى الكثير من المواطنين، أن التدخل للحد من الغلاء المعيشي ومساعدة المواطن في الحصول على لقمة العيش، أنجع وأجدى، لمواجهة الوباء، من الحملات الرسمية الإعلامية وإطلاق الإنذارات من الجهات كافة.. فإطلاق الإنذارات سيكون ضارا فقط ويثر هلع المواطنين..
ومن المعروف أن مواجهة أي وباء أو جائحة، تتطلب توفر مناعة أولا، ولن تحصل المناعة والقدرة على تخطي الخطر صحيا، خصوصا في ظل موجة الشتاء الغارس، إلا بتوفر لقمة العيش والحذر من المجاعة وسوء التغذية الأخطر من ذلك..
فهل ستعي السلطات العليا، والقييمين على اللجنة الوزارية لمواجهة "كورونا" ضرورة مضاعفة الجهود واستشعار الخطر بكل جوانبه؟!
للحوادث: سيدي ولد محمد فال