اعتبر الوزير السابق سيدي محمد ولد محم أن أساليب تلقين الدين وتوريث معتقداته لا يمكن أن تبني قناعات ولا أن تخلق إيمانا راسخا لدى المتلقي؛ مبرزا أن مطالعة المؤلفات والأعمال الرائدة في نقد العقائد المسيحية منذ القرن الثالث الميلادي، كفيلة بفهم أسباب ودوافع اعتذار بابا الفاتيكان يوحنا بولس السادس المسلمين واليهود معا عند نهاية القرن المنصرم.
وكتب ولد محم بهذا الخصوص:
"على الذين تستهويهم أو تستميلهم دعاوى الجمعيات والمنظمات التبشيرية، وقبل الإنسلاخ من الإسلام أن يتعرفوا على هذا الدين بشكل علمي ومتجرد بعيدا عن طرق الدين الموَّرث وأساليب التلقين التي لا تبني قناعة ولا ترسخ إيمانًا.
وأن يطالعوا بعد ذلك العشرات من المؤلفات والاعمال الرائدة في نقد العقائد المسيحية منذ Porphyre de Tyr في القرن الثالث الميلادي وحتى اليوم، وهي متاحة على الانترنت لكبار العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب والديانات، وخاصة في نقد الكتاب المقدس الذي لم تتشكل بوضوح ملامحه القانونية ومكملاته من أعمال الرسل إلا في العام 170م، وكذلك ما طفحت به هذه المؤلفات من تفنيد لعقيدة التثليث والتجسيد التي تشكل أكبر تشويه لمعتقد التوحيد ودفعت بالمسيحية إلى مصاف العقائد الوثنية، بالاضافة كذلك إلى خلفيات الاصلاحات والمراجعات المتعددة التي عرفتها المعتقدات المسيحية وعصفت في أحايين كثيرة بأساسيات اللاهوت المسيحي، وكذا الدوافع التي فرضت على المجمعات المسكونية والكنائس عبر التاريخ أن تقوم بهذه المراجعات الجوهرية في الغالب والتي توجت في العام 2000 باعتذارات بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني لليهود والمسلمين والنساء وجاليلي.
ناهيك عن تراكمات الحروب الدموية للدولة الرومانية المسيحية وما عرفته الشعوب والمجموعات الدينية في ظلها من اضطهاد إضافة إلى الحروب الصليبية والحملات الاستعمارية التي قادها وباركها البابوات ورجال الكنيسة وصولا إلى سياسات اليمين المسيحي المتطرف وحروب الإرهاب والهيمنة في عصرنا.
بعد ذلك لا أعتقد أن فكرة التخلي عن الاسلام لصالح المسيحية ستكون ذات جاذبية كبيرة من منظور علمي وتاريخي على الأقل