تُعد الدكتورة مريم بنت محمد فاضل ولد الداه رمزًا للكفاءة والإخلاص في موريتانيا، حيث يجمع الموريتانيون على تقديرها لما تتمتع به من خصال حميدة وتجربة غنية في مجالات معرفية متعددة.
وُلدت عام 1980 في عائلة محافظة ذات معرفة وعلم وإلمام بالسياسية، حيث كان والدها محمد فاضل ولد الداه واحدًا من أبرز القادة السياسيين والدبلوماسيين في البلاد.
نشأت بنت الداه في بيئة تشجع على التعليم والتميز، حيث درست مراحلها الدراسية في موريتانيا ومصر والمغرب وسوريا واليمن، بفضل طبيعة عمل والدها الدبلوماسي.
وفي عام 1998، حصلت بنت الداه على بكالوريا العلوم الطبيعية بتفوق، مما فتح لها أبوابًا جديدة لمتابعة تعليمها العالي.
اختارت السيدة الأولى بنت الداه دراسة الطب في جامعة دمشق، حيث حصلت على دكتوراه في طب الأسنان عام 2004م وأتقنت لغات عدة كالفرنسية والعربية والإنكليزية.
ففور عودتها إلى موريتانيا، انضمت إلى الجيش الوطني كطبيبة عسكرية متألقة، وكانت من تميزها أنها الأولى على دفعتها، خلال فترة خدمتها، تلقت تدريبات متنوعة مما عزز من خبرتها ومهاراتها.
تُعرف الدكتورة مريم بمساهماتها الفعالة في العمل الخيري وبذل الغالي والنفيس للضعفاء والمساكين، حيث قامت بتأسيس جمعية تعنى بمعالجة ومساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، مما يعكس التزامها القوي بالمسؤوليات الاجتماعية.
بفضل خبرتها ومؤهلاتها الأكاديمية، التحقت بنت الداه بالسفارة الموريتانية في الولايات المتحدة كمستشارة ، حيث لعبت دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات الثنائية، وفور عودتها إلى موريتانيا شهدت بداية جديدة في مجال العمل الخيري، مما زاد من تأثيرها الإيجابي في المجتمع.
إن وجود هذه الكفاءة كالسيدة أولى في موريتانيا لجدير أن تكون المستشار الأول للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ويُمناه في كثير من القضايا ذات الإهتمام البالغ، فهذه سيدة تميزت عن غيرها من سابقاتها في تاريخ البلد بالكفاءة والخبرة والمعرفة بشهادة الجميع.
تمثل الدكتورة بنت الداه نموذجًا يُحتذى به في القيادة النسائية والمهنية، وذلك يعود لمسيرتها وتجربتها الواسعة مما يؤهلها لتكون صوتًا مسموعًا ومؤثرًا يحتذا به في مختلف القضايا الوطنية، فبمجهوداتها وحضورها تساهم في تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، وتؤكد على أهمية التعليم والخدمة العامة وتعزز من دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية في موريتانيا.
نوح محمد محمود كاتب صحفي
إضافة تعليق جديد