قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يعجّل لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له، من البغي، وقطيعة الرحم". رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وتدور معاني البغي في حزمة من المنكرات منها الظلم، والكبر، ومجاوزة الحدّ، والاستطالة على الناس.
والبغي مذموم والباغي مذموم مدحور مرفوض في مجتمعه حتى في الجاهلية.. "ولكن الفتى حمل بن بدر بغى والبغي مرتعه وخيم!"
وقد يتخذ البغي أشكالا متعددة ولكن المشترك بينها تعمد الظلم ونكران الحق وتنكبه عمدا..
وفي سياق الانتخابات التي عاشتها موريتانيا يوم 29 يونيو 2024، لا بد من التأكيد على أن نتائجها المعلنة لا يمكن الطعن فيها بسبب شهودها من البشر والتكنولوجيا. فالمحاضر المنشورة وشهادات المراقبين والتطابق بين مراصد المرشحين ولجنة الانتخابات لا تدع مجالا للتشكيك في النتائج.
ومن هنا يصبح إنكارها ورفض الاعتراف بها دون برهان حماقة. أما اتخاذ هذا "الرفض" ذريعة للتخريب والنهب فبغي بواح يتعين على السلطة الضرب على مرتكبيه بيد من حديد. كما يتعين على عقلاء الأطياف المختلفة الوقوف مع السلطة ضد البغاة فلا خير في مجتمع يسكت على الظلم.
هذه النتائج واقع يجب التعامل معه وتثمين التطور الذي حصل فقد كانت التجارب السابقة أقل شفافية بكثير.
"إذا لم أنجح فالانتخابات مزورة" أي منطق هذا؟؟
أما قول بعضهم إن أحد المترشحين استخدم الجزرة والعصا، وآخر تبنى الشحن العرقي المقيت، وثالث اختار الصمت ... أو غير ذلك من الوسائل، لحشد الأصوات فليس هذا وقت نقاشه ولا محله. إستراتيجيات كسب الأصوات ترسم عند الترشح وتنفذ أثناء الحملة وتنتهي بنهايتها. نحن هنا أمام أرقام ناطقة نقارنها بغض النظر عن مصدرها. فالتاجر لا يسأل عن مصدر الثمن.
ومن المصادفة أن اقتراعنا وقع بين انتخابات الرئاسة الإيرانية والانتخابات التشريعية في فرنسا. وفي كلتا الحالتين لم يلم أحد صناديق الاقتراع ولكن عقلاء الساسة في البلدين يتحالفون ويتحاورون لمنع المتطرفين من مسك زمام الأمور في الشوط الثاني ولم نسمع من "يرفض نتائج الاقتراع".
الاعتداء على السكينة العامة وأمن الوطن والمواطن بغي بواح يجب الضرب على البغاة بيد من حديد وحسبك أن القرآن أمر بقتال الفئة الباغية.. لا مساومة في أمن الوطن!!
ولا ننسى تهنئة العمل الفني العظيم والرائع الذي أنجزته اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات حتى انتزعت ثقة الناخب والمراقب والمتنافسين. إنها جهود جبارة وسهر متواصل ليالي وأياما ولكنه أثمر فهنيئا للطاقم الفني وإدارة اللجنة على هذا الإنجاز.
إضافة تعليق جديد