سنة حبلى بالإحداث مليئة بالمعوقات أنهكت جهدها صراعات الساسة ومطاردة خيوط دخان يبدو ان ناره اشتعلت بعد ظهور خيوطه ويبدو ان إرادة اعتماده ما ضية في تجاهل الواقع المخيف ، والمشهد المحزن يزداد حزنا و رغم كل الجهود لا تزال النخبة المتحكمة مصممة على خوض حروبها الجانبية ضد بعضها وضد مطالب الباحثين عن لقمة عيش كريمة وعن دفئ وطن آمن يحتضن الجميع ويدفع بالجميع نحو المشاركة الجادة في التنمية وفي المصارحة وشموليتها ، فلقد تأكد الجميع بمن فيهم جوارنا ان الاخطاء وجدت يوم ولد الوطن وان الفساد ولد مع هذه الولادة وان معالجته لا يمكن حصرها في تصفية حسابات غامضة ولا في فترة زمنية محددة وان محاولة فرضها كواقع تواجهه الاوبئة والفيضانات والنقص الحاد في المصادر ورفض الفريق المتهم الآخذ في التمدد افقيا وطغيان الوعود وارتجاج منظومة الامة مع بداية انتشار طاعون التطبيع الذي سيخلق وضعية قابلة للإنفجار في الدول المعنية ولربما في الدول المتعاطفة مع تلك التي قررت التطبيع واهدرت ارواح الملايين من شهداء القضية المركزية للامتين .
حري بقادتنا لجم عواطف الغل والانتقام وحري بهم ايضا الوقوف بصراحة في وجه الذين تعودوا اشعال الفتن فهم لا يعيشون إلا الى جانب حرب تأكل جهد الخيرين وتدمر مكاسب الشعب وتعيق تطوير وترسيخ التنمية الشاملة فالهدف من حسن التسيير تأكيد المحافظة على الموجودات وإعادة توظيفها وفق خارطة انتشار الوباء والفيضان والجوع والاغتصاب والسرقة ودمار المساكن وفقدان الأحبة ، هذه هي عناوين المواجهة الحقيقية التي تفتك بوحدتنا وبجهدنا وبثقتنا المتبادلة وهي ما على قادتنا ان يتنافسوا للتغلب عليها وهي العدو الشرس الذي تحاول كل الاوطان اليوم هزيمته والقضاء عليه وعلى آثاره وسد الطريق امام عودته غير ان الاختلاف المتفاقم والاجواء المشحونة والعجز عن احترام قوانين ودستور الجمهورية واقناع الناس بذالك ، سيظل الصاعق المؤقت والصخرة الصماء التي تتحطم عليها جهود الكل ، ومن الواضح ان ضياع الجهد في مثل هذه الظروف خيانة للشعب وللوطن وعلى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بعد ان استشار وعزم ان يتوكل ويلجم دعاة الفتن و كل الذين وثّقوا تناقضهم بالصورة والصوت فالمرحلة لا يمكن اعتماد المتذبذبين ضمن آليات مواجهتها .