قام وزير الثقافة والصناعة والتقليدية والعلاقات مع البرلمان ، السيد لمرابط ولد بناهي صحبة وفد هام من قطاعه مرفوقا بوالي ولاية آدرار بزيارة يوم السبت 12 سبتمبر لمدينة آزوكي التاريخية عاصمة دولة المرابطين في ولاية آدرار .
وفي أجواء احتفال شعبي حاشد ترحيبا بالسيد الوزير ، انعشته فرق شعبية موسيقية وفلكلورية استقبل سكان مدينة آزوكي ضيفهم الكبير والوفد المرافق له بالاغاني الحماسية ، وتقدمت الخيل وفرسانها موكب الوزير منذ بداية نزوله من طريق جبل انطرازي المؤدي إلى مكان الاحتفال الذي أقامه على شرف الوزير رئيس هيئة آزوكي للثقافة والتراث ورئيس شبكة المتاحف الموريتانية الخاصة السيد عينين ولد أييه احد أبرز أعيان ووجهاء ولاية آدرار ورجال الدولة الموريتانية الذين شغلوا فيها العديد من المناصب السامية .
تحت خيام أصيلة احتشد فيها سكان مدينة آزوكي انبسطت السجادة الحمراء بين الصفوف لمعالي وزير الثقافة والوفد المرافق إلى حيث الخيمة الخاصة بضيف عاصمة المرابطين .
وقد بدأت فعاليات الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها مقدم البرنامج السيد ببوه ولد أييه الذي أكد على أهمية هذا الحدث ، ومدى الفرحة الكبيرة التي تغمر اليوم ساكنة مدينة آزوكي بمناسبة هذه الزيارة لمعالي وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان السيد لمرابط ولد بناهي
بعد ذلك ألقى العمدة السيد محمد ولد شينون، كلمة هامة ومتميزة سلط فيها الضوء على محطات زاهية من تاريخ مدينة آزوكي منذ تأسيسها حتى اليوم واهم اعلامها البارزين مثل الإمام الحضرمي وكتابه الإشارة في تدبير الإمارة والدور الهام الذي لعبته في تجارة القوافل وحوار الثقافات والحضارات ، قبل ان يتقدم بجملة من المطالب الرئيسية منها صيانة وترميم قلعة المرابطين الأثرية في لقصيبة ؛ والعمل على تصنيف آزوكي على لائحة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي، والمزيد من رعاية ضريح الإمام الحضرمي والمقبرة القديمة التي يوجد فيها منذ زهاء الف عام إضافة إلى فتح مكتبة في آزوكي خاصة بتاريخ دولة المرابطين
الحسن ولد أحمد ولد حيمود تحدث أيضا باسم المجتمع المحلي في آزوكي مثمنا زيارة وزير الثقافة وداعيا إلى إحداث نقلة نوعية وحقيقية في النهوض بهذه المدينة ونفض غبار النسيان والتهميش عنها وإنقاذ تراثها العريق من الضياع والاندثار
وباسم هيئة آزوكي للثقافة والتراث القى امينها العام الشاعر سيدي ولد الأمجاد ، كلمة تحدث فيها عن أهم سمات وملامح الجهود العملية التي قامت بها هذه الهيئة المعنية بصيانة الذاكرة الجمعية لمدينة آزوكي والشراكة التي تربطها مع العديد من الهيئات الوطنية والدولية العاملة في مجال الثقافة والتراث ، مشيرا إلى أن الهيئة منذ إنشائها مطلع التسعينيات حتى اليوم جسدت برنامجا طموحا للعناية بمدينة آزوكي وترسيخ مقوماتها الثقافية والسياحية والتنموية وبجهود مثمرة من جميع أعضائها وخاصة رئيسها السيد عينين ولد أييه
بعد ذلك قام رئيس هيئة آزوكي للثقافة والتراث عينين ولد أييه بتكريم معالي وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان السيد لمرابط ولد بناهي ، حيث اهداه بحضور والي ولاية آدرار والعديد من الشخصيات الهامة سيفا من طراز رفيع بلون ذهبي يعكس أصالة رمال آزوكي الذهبية التي سالت عليها دماء الشهداء الأبرار من أبناء هذه المدينة مثل البطلين الشهيرين السالك ولد اييه واحمد ولد أييه رحمها الله مستذكرا رائعة أبي تمام :
السيف اصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة
بين الخميسين لا في السبعة والشهب
وأثناء تكريم معالي وزير الثقافة في آزوكي وجولته التفقدية لأهم معالمها وآثارها التاريخية قدمت الفرق الشعبية والتراثية المحلية عدة لوحات فنية واستعراضات راقصة جسدت اصالة الموروث الشعبي في ولاية آدرار خاصة فرقة دكداكة للرقص الشعبي بإيقاعاتها وإبداعاتها المتميزة التي نالت اعجاب الجميع في فنون الرقص بالبندقية ، وحيوية الأداء والحماس في حركات الجسد والتعبير على أنغام فرقة بنجة الشعبية الأصيلة
وفي نهاية هذا الحفل الخطابي ألقى وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان السيد لمرابط ولد بناهي كلمة قيمة جدا شكر في بدايتها السيد عينين ولد أييه رئيس هيئة آزوكي للثقافة والتراث على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، مؤكدا أهمية مدينة آزوكي التاريخية في تكريس هويتنا الثقافية المشتركة، وموضحا العناية الخاصة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحكومة الوزير الأول محمد ولد بلال ، لإشعاع مدننا التاريخية والحفاظ عليها ذاكرة حية غنية برموز الثقافة والتراث والحضارة، مضيفا ان المطالب التي تقدم بها السيد العمدة ستؤخذ بعين الاعتبار سبيلا إلى إعطاء مزيد من العناية والاهتمام بمهد المرابطين الأول وحاضرة الإمام الحضرمي مدينة آزوكي الجميلة
بعد ذلك قام السيد الوزير لمرابط ولد بناهي صحبة والي آدرار ومضيفه عينين ولد أييه رئيس هيئة آزوكي للثقافة والتراث بجولة واسعة في مختلف محطات برنامج هذه الزيارة بدأت اولا بواحة آزوكي النموذجية التي تحكي قصة أجيال متعاقبة مع غرس واستصلاح النخيل ومختلف أنماط العيش والتراث والعادات والتقاليد الأصيلة المرتبطة بالنخلة في مختلف مراحل النمو والفضول ، كما تفقد السيد الوزير مقتنيات متحف آزوكي للتراث والآثار الذي كان رائعا وفريدا من نوعه بما ضمه من مقتنيات وقطع أثرية وتراثية نادرة
ثم تفقد السيد الوزير قلعة آزوكي الأثرية والحفريات القديمة التي قام بها في عين المكان منذ عقود المعهد الموريتاني للبحث العلمي واستمع إلى شروح علمية من طرف الخبراء وساكنة المدينة عن هذا المعلم البارز والوضعية الحالية له التي باتت تتطلب سرعة التدخل من طرف الوزارة لإنقاذ الموجود والبحث عن المفقود
بعد ذلك توجه موكب الوزير إلى زيارة ضريح ومقام الشهيد الإمام الحضرمي قاضي القضاة في الدولة المرابطية المتوفى بمدينة آزوكي عام 489 للهجرة حيث تعرف على أهم المعلومات المتعلقة بهذا المعلم الكبير الذي لا يزال حتى اليوم مزارا دينيا مقدسا في مدينة آزوكي يؤمه الناس من كل حدب وصوب
وختم السيد وزير الثقافة جولته في آزوكي بزيارة صعيد العلامة المجاهد الشيخ ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل والحي الذي كان يسكن به في آزوكي خلال فترة إقامته بها والمعروف ب" زيرة الشيخ ماء العينين " حيث بطته صلات اجتماعية وروحية عميقة مع اهل هذه المدينة الذين شكلوا طلائع المجاهدين تحت لوائه ضد المستعمر الفرنسي بعد فتواه الشهيرة الموجهة إليهم بضرورة إعلان النفير العام وإعلان الجهاد ضد المستعمر الغازي
وهكذا كان مصلى الشيخ ماء العينين في آزوكي آخر محطة مباركة في زيارة السيد وزير الثقافة لآزوكي ودع في نهايتها من طرف السيد عينين ولد أييه وسكان مدينة آزوكي بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب من رأس الجبل حتى بطحاء وادي تيارت في آزوكي عاصمة دولة المرابطين