مع التزايد المطرد لعدد النسمات فى العالم تسعى كل الدول التى تحترم نفسها و شعبها إلى اكتشاف مقدراتها و تذليل الصعاب امام مواطنيها، و تشجيعهم على بذل المزيد من الجهود للارتباط بالارض الزراعية و الرعوية و اماكن الانتاج و استصلاح الاراضى لتوسيع سلتها الغذائية، و لتثبيت المواطنين فى اماكنهم الاصلية، و حتى تتمكن من انتاج المزيد من الغذاء لاطعام شعبها، و تضحى من اجل ذالك و تسعى فى توفير القروض الميسرة، و الى استيراد و سائل التكنلوجيا الحديثة المعينة على تطور الزراعة، و التنمية الحيوانية.
هذا لم يحدث ابدا فى مقاطعة او جفت قاطبة و لا فى منطقة انتيرگنت، حيث گراير اوجفت الكبرى: المرفگ، و العگد، و ام أشناد... و الاودية الكثيرة و المراعى الواسعة و قطعان المواشى و خاصة الابل و الماعز و الفصيل الخيلية، و حيث المواطنين المكافح الصابر و المرتبط بالارض كالغزال يموت من الجدب و القحط و لا يترك وكره. و كنوق لگلات تموت من العطش و الجدب و لا تتزحزح قيد انملة عن موطنا.
إن ما يحدث فى مقاطعة اوجفت و خاصة منطقة انتيرگنت من العجز او التجاهل لمعاناة المواطنين المتشبثين بارضهم، و المكافحين من اجل البقاء على اديم ارضهم المعطاة لشيئ يندى له الجبين.
فبدل حفر الآبار، و تفعيل سياسة وطنية للاستفادة من مياه الامطار الضائعة، و تخزينها للاستغلال منها فى الشرب و للزراعة، و جلب التمويلات الزراعية لاحياء الارض و تعميرها، و فك العزلة القاتلة عن مناطق الانتاج و المراعى، و توفير وسائل الاتصالات، و وسائل العيش الكريم للمواطنين، و تشجيعهم على الصمود و البقاء فى ارضهم. لم نلاحظ على مدى سنوات طوال عجاف من الحكومات المتتالية إلا العجز او الصدود و عدم تقديم اى برامج تنموية او اعانات معتبرة تساعد على خلق الحياة فى منطقة لگراير الكبرى، و المناطق السياحية و الرعوية لمقاطعة اوجفت و هى انتيرگنت.
انتيرگنت حيث الانسان المنسى و المستثنى من كل برامج التنمية المحلية، وحتى من توفير الاتصال بهاتفه الشخصى الى اي جهة مهما قربت منه، ناهيك عن توفير مياه الشرب، و التمدرس، و الصحة، و خلق فرص العمل و الاستثمار المحلى.... وهى لعمرى اشياء منتظرة من كل دولة تجاه مواطنيها، و مناطقها الانتاجية.
وكمثال على تكريس هذا الواقع الاليم، نذكر بامثلة من واقع هذه المنطقة التى تعتبر سلة ولاية آدرار فى انتاج الحبوب و الواحات، و السياحة و المراعى
الواسعة، رغم نقص الامطار و ندرة المياه:
1. غياب التمدرس و الصحة فى منطقة انتيرگنت.
2. العزلة التامة بين معظم مناطق انتيركنت. حيث يصعب اسعاف المرضى و التموين بالبضائع.
3. غياب شبكات الاتصال الهاتفى فى عصر العولمة و الاتصال.
4. عشرات رؤوس الابل و العائلة الخيلية تموت من العطش على مشارف الخزان الطبيعى لظايت لگلات الشهيرة دون ان تجد منقذا او حتى من يتحدث عنها اعلاميا فى عصر الاعلام و ذالك لان ابسط وسائل الاتصال الهاتفى مقطوعة ناهيل عن التواصل الاجتماعى.
5. سد المرفگ متعطل عن امساك المياه الضائعة منه منذو عشرات السنين و لا وعود و لا شروع فى ترميمه رغم اهميته لجميع منطقة آدرار و للوطن كاهم منطقة انتاج للحبوب و البقوليات و اباعشاب الطبية فى المنطقة.
6. سد أم أشناد متعطل عن امساك المياه منذو فترة طويلة رغم اهميته للمنطقة المنكوبة و المنسية و للمقاطعة و لولاية آدرار كلها.
7. سد العگد معطل منذو عشرات السنين رغم اهميته للمنطقة كلها.
8. رغم اهمية المنطقة وغناها بالمناظر السياحية الرائعة كمنطقة إتمارن و لحنوك و ام اشناد و البهگة..... و غيرها إلا ان السياحة متعطلة كنتيجة حتمية للعزلة القالتلة.
إننا و الحالة هذه و بوصفنا مواطنى و ابناء المنطقة، لنلتمس من الجميع إغاثة منطقتنا و سلة غذائنا و انقاذ المواطن الموريتانى الاصيل، الصبور على نكبات الدهر‘ نقذه من الانقراض كما بدأت الابل -وهى مضرب الامثال فى التحمل- و أقول بدأت فى الانقراض نتيجة العطش و الجوع.
و بدلا من هذه الازمات فاننا نطالب بتوفير الاحتياجات الضرورية لبقاء المنتجين فى مناطقهم الاصلية، و فك العزلة عنهم، و امدادهم بوسائل الانتاج و اصلاح السدود، و دعم الثروة الحيوانية بالاعلاف، و حفر الآبار الارتوازية فى المناطق الرعوية، وتوفير المتطلبات المالية للانتاج كالقروض الميسرة و كالمعونات المشجعة للانتاج. و نحن نؤكد ان هذه المأساة و الازمات المصاحبة لها -باذن الله- ستنقلب على عقبيها و لن تعقب.