اعمارتْ TP
المكان: مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار
الزمان: ثاني أيام عيد الفطر، الثاني من شوال 1399 هجرية
26 أغسطس 1979 ميلادية
على تخوم الساعة الثامنة صباحا
دوّى الانفجار العظيم
في مكتب الأشغال العمومية في مدينة أطار، المعروف بـ (TP:Travaux publics)
كان مخزن المكتب يحوى الكثير من مواد (الديناميت) شديدة الانفجار المعروفة محليا بـ (المِينْ).
كان صباحا عاديا من صباحات موسم الگيطنه في آدرار.
حارس مبنى(TP:Travaux publics) الواقع جنوب ثكنة الحرس(كارتْ الگرْدْ)، استيقظ باكرا كعادته، وأرسل ابنه لجلب الخبر، استقل الابن درّاجته وانطلق ليكون الناجي الوحيد من الأسرة.
كان الناس قد بدأوا يتوجهون إلى سوق (آبْدَيّهْ) في امباركه واعماره.
أوقد الحارس النار في الكانون وأدخله في الغرفة(المخزن)
هل سَرت الحرارة إلى أصابع الديناميت، وكان ماكان..
هل حدث حريق داخل المخزن ..
لم تمض إلا لحظات حتى انفجر الدييناميت جراء الحرارة والضغط.
اهتز قلب المدينة.. تطايرت أبواب ونوافذ منازل امباركه واعماره، وسمع دوي هائل في گرن الگصبة واقنمريت وتيارت ولبريزه، واهتزت الأرض في آمدير لكبير وآمدير اسغير وكنوالْ وتِرْوَنْ لحمار و الطَّوازْ و امْحيرثْ و تُونگادْ وترجيتْ وواد سَگليلْ..
هرع الناس وسط الصدمة إلى مكان الحادث يظنون القيامة قامت..
المشهد مرعب، كان شيئا لا يصدق، الناس مصدومون والأمر صعب للغاية، الناس أمام هول كبير لم يروه من قبل، مدينة تحولت في ثوانٍ إلى ساحة الحرب ولكن بمشاهد أصعب..
تناثرت أشلاء الضحايا ومزع اللحم الآدمي في الطرقات وداخل السوق وفوق سطح السجن المدني وعثر على بعض الأشلاء جنوب المقابر (الصالحين) وبعضها قرب المطار.
امرأة عثر على نصفها في السوق والنصف الآخر فوق سطح السجن المدني(الحبس) ورجل عثر على نصف جثته قرب السوق ونصفها الآخر عثر عليه قرب المطار.
وصل الناس إلى مكان الحادث الذي امتلأ بالغبار والدخان، رائحة الموت في كل مكان، بدأت السيارات الخاصة تنقل الجرحى، وبدأ الناس يجمعون أشلاء الموتى.
و عند الساعةالعاشرة وصلت طائرة الخطوط الجوية الموريتانية قادمة في رحلة اعتيادية من نواكشوط وخصصت رحلة عةدتها لنقل المصابين إلى نواكشوط.
وقع الحادث في أوج أزمة حكم العسكر وتصادم الأجنحة بعد موت ولد بوسيف وصعود نجم هيداله وصراعه مع جناح بوسيف
غاب التحقيق وغاب محضر رسمى صادر عن السلطات المعنية، وبقيت المعلومات المتوفرة عن هذا الحادث المروع شحيحة وغير دقيقة.
التقدير الأول أن المفقودين 17 والجرحى 50.
من بين المتوفين فيما أصبح يعرف محليا بـاعمارتْ TP: الرجل الفاضل ودادي ولد اعبيدن كان جالسا أمام مكاتب المياه و الغابات، ومن شدة الانفجار وجدوه فوق حائط السجن المدني المقابل.
والمرحومة منت آمنگاش، والمرحوم سيدي ولد خيري، والمرحوم محمد السالك ولد لمقمبج وغيرهم رحمهم الله جميعا.
مشهد الانفجار، أوقف الحياة في المدينة، وكان مرعبا وكارثيا وحزينا، وظل عالقا ولايزال في ذاكرة سكان أطار..
ذاكرة وثقت الحدث، وظلت شاهدة على التاريخ..
تاريخ من الأسى والإهمال والحزن والدم المهدور..
يجب أن يكون يوم 26 أغسطس، يوما وطنيا للحزن
كامل الأسى
منقول. ... الفايس
إضافة تعليق جديد