من خلال مؤتمره الصحفي مساء الخميس ظهر الرئيس السابق كمدافع عن الحريات في بلد انحرف قطاره عن سكة الديمقراطية ، وتساقط الفرسان عن خيولهم وبقي وحده في ساحة الميدان.
الرجل يحاول باستماتة تحويل ملفه من ملف قضائي بحت إلى ملف سياسي ؛ سببه كما يقول أزمة المرجعية في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، ولجنة التحقيق المتحيزة ، والتي منحت إغراءات من طرف الدولة، ومكلفة بتشويه صورته وشيطنته، والأزمة مفتعلة على حد وصفه.
حاول الرئيس السابق تسويق مشاريع العشرية ، وتبرير فسادها بفساد الأنظمة السابقة ، وخاصة نظام معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع الذي ظل يعقد مقارناته معه في كل سانحة وحين ، ودون كلل أو ملل.
حفارة الرئيس أنجبت اثنتان ولله الحمد ليصير العدد ثلاثه وكلها خيرية وللعمل الخيري لاغير تقبل الله منا ومنه صالح الأعمال.
اعترف الرئيس السابق للمرة الثانية بأن لديه أموالا كثيرة ، لكنها ليست أموال الدولة ، ولا شبهة فيها ، لكن هذه المرة قدم سببا محتملا لثرائه قائلا (ربما لحجاب!).
هل يقصد صناديق أكرا!!!؟
الله تعالى أعلم
الرجل متمسك برفضه القاطع الإفصاح عن مصدر أمواله إلا للمحكمة العليا كما يقول ، وأظنه يقصد المحكمة السامية.
بخصوص الجهات السياسية التي حملها مسؤولية الضلوع فيما يجري اتهم من أسماهم بالكادحين ووصفهم بالمتسلقين والباحثين عن المال ، والإخوان ووصمهم بالقبليين والباحثين عن الظهور على حد تعبيره.
هيئة الرحمة لديها مئات الملايين ، وما قامت به في مجال الحفر فاق عمل الدولة ، ومصدر أموالها معلوم ، ولها ثلاث مخازن للسيارات والشاحنات وأملاك عديدة ، بل طائله ، لكن ليست في أموالها أي شبهة فساد أو هكذا قال.
بخصوص ملفه الأمني المزعوم قال لم أفكر في انقلاب واتصالي بقائد كتيبة الأمن الرئاسي لمهمة شخصية خاصة .
يبدو أن الرجل إذا كان صادقا كان يتصرف إلى تلك اللحظة على أنه رئيس ثاني!!!
سؤال وحيد اكتفى الرئيس السابق بالتهكم من صاحبه الذي سأل: ألا ترون أنكم تشربون من نفس الكأس التي شرب منها سيد محمد ولد الشيخ عبد الله؟
ليجيب متهكما: أبْدَ مااشْربتْ منهَ !!!
شخصيا أثمن عاليا وأقدر للسلطات إتاحة الفرصة للرئيس السابق للحديث بحرية وفي بث مباشر من ثلاث ساعات رغم وضعه القانوني المعقد.
الحريات التي ناضلنا من أجلها جميعا وتبنيناها كخيار لارجعة فيه ولا عنه يبدو أنها بخير وستظل كذلك لله الحمد.
الرئيس السابق ليست لديه حجج قوية تدعم براءته برأيي وموقفه مهزوز ، ولا يملك أوراق ضغط ضد النظام الحالي والله تعالى أعلم.
محمد محمود إسلم عبد الله