أدت سنوات الجفاف التي ضربت ولاية آدرار إلى نزوح مئات الأسر خلال السنوات الأخيرة من الريف إلى المدن، وتعود أسباب ذلك أساسا إلى ما آل إليه الوضع من صعوبة الحياة في القرى الريفية الطاردة للسكان، بسبب نفوق الماشية وموت النخيل جراء شح الأمطار، وقد فاقم الجفاف من وضع هؤلاء المنسيين من التعليم والصحة والمشاريع المدرة للدخل، هذا فضلا عن العزلة وانعدام وسائل الإتصال، مما أجبر الكثير من هاؤلاء السكان على مقادرة أرض البساطة ونقاء البيئة، باتجاه المدن بحثا عن حياة أفضل.
وعادة ما يبرر النازحون قرار الهجرة بالبحث عن التعليم للأبناء، والبحث كذلك عن فرص عمل لرجال سلبهم الجفاف مصادر دخلهم الحيوانية والزراعية.
بعد مقادرتهم لأرضهم الطاردة، يحط النازحون الرحال في المدينة غير المرحبة بأناس لا يفقهون إكراهات المدينة، ولا يمتلكون مؤهلات العمل ولا وسائل السكن، فلم يبق لديهم من بد سوى التأقلم ولو بشق الأنفس مع الحياة الجديدة.
ولا سبيل إلى توقيف نزيف الهجرة هذا إلا بتوفير ظروف عيش كريمة في الوسط الريفي، من خلال سياسة إجتماعية واقتصادة رشيدة، تشجع على البقاء، وترغب المهاجرين في العودة إلى أماكنهم الأصلية، ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير تعليم جيد وخدمات صحية مقبولة وخلق مشاريع تنموية مدرة للدخل، وقادرة على امتصاص البطالة وتأمين الغذاء.
الصحفي محمد محمود الشيخ
إضافة تعليق جديد