لن أخوض في النَقد البنيوي والإديولوجي لنموذج أحزاب الأغلبية والتي صارت تمثل مسوخا سياسية عبثية تغذي الساحة السياسية بصنوف من الرداءة والعبثية.
بل يجب أن نركز الآن على بورصة الترشيحات التي توفرها هذه الأحزاب لمن يدفعون أكثر وللمغاضبين من رجال أعمال وأصحاب نفوذ أولائك الذين يخوضون الانتخابات بحثاً عن مصالح شخصية خاصة تظهر بعد نجاحهم في كل انتخابات!، هذه الأحزاب رفقة رؤسائها أولائك هم من حولوا الحياة السياسية وفرص التغيير والتعبير عن وجهات النظر إلى سوق نخاسة ومزاد لمن يدفع أكثر وهم من يتحملون خيبة الأمل ووجع الدوران في حلقة مفرغة لهذا الشعب المسكين والمكلوم.
المراقب للساحة السياسية الوطنية يدرك بأن هذه الأحزاب الورقية لا تمتلك أي برامج أو خطط ولا أي وجود مؤثر في الحياة العامة وكونها مسوخا نفعية فهي لا تملك أن تقدم سوى فهم مشترك بينها يدعي بأنها تدعم برامج وسياسات رئيس الجمهورية إلا أنها في خلاف مع الحزب الحاكم ولا تتقاطع معه!!، أي خلاف ووجهات نظر يمتلكها يا ترى الحزب الحاكم ولا تمثل الرئيس قد تختلف معها هذه المسوخ!!..
هذا العُرف الذي يسمح لهذه الأحزاب في الاستمرار ضمن الحياة السياسية يمثل خللاً في نموذج الديموقراطية المطبق في بلدنا كما أنه سوف يعود بالويلْ على الحزب الحاكم ومن يتبنون وجهة نظره - إن وجدت - وسوف يظهر ذلك جلياً حين تقتسم معهم حظوظهم في الانتخابات القادمة كوكبة من النفعيين وأصحاب المصالح الضيقة أولائك الغير معول عليهم في أي هم أو عمل وطني !، وليس تجنياً لو طلبنا من جميع الشرفاء في هذا الوطن والباحثين عن غد أفضل أن يصوتوا ضد هذه المسوخ ودكاكين السياسة التي تفتقر لأي رؤية أو استراتيجية حتى قبل أن يعاقبوا سياسات وخطاب الحزب الحاكم الذي وللأسف لا يمكن اعتباره حلاً أو نموذجا.