ركز الإسلام على تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن المالي بين مستويات المعيشة في إطار حرصه على تحقيق أحد أهدافه السامية وهي العدالة والمساواة.
ولذلك شرع الإسلام وفرض الزكاة سبيلا إلى تكريس ذلك، كما عززها بفرائض مالية أخرى مثل الكفارات في ميادين أخرى، يستفيد منها الفقراء.
وفي هذا الإطار تتركز رؤية المفكر الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، الذي قدم حول الموضوع طرحا بالغ الأهمية والتأثير في حياة الناس.
ويرى الأستاذ الشرفاء أنه “للزكاة في الخطاب الإلهي هدف محوري وهامً، ألا وهو إرساء قاعدة التكافل الاجتماعي في أجلى صوره .. وكان تعبير الخطاب الإلهي في ذلك بعبارة الإنفاق في سبيل الله”.
و يعتبر أن “الإنفاق هو نوع من أفضل أنواع الجهاد. وعليه يُعد سعي الأمة للتكافل فيما بينها جهادًا في الله وسعيًا إلى مرضاته”.
ويعزز الأستاذ طرحه بقول الله تعالي في محكم آياته : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة : 261).
ويعتبر الأستاذ أن الله سبحانه حدد فى قرآنه العظيم نسبة الحق المعلوم فى الأموال، وهى كما قال الله سبحانه: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)، ويواصل مؤكدا هذه الآية حددت نسبة عشرين فى المائة من الأرباح والغنيمة، تفسر فى اللغة العربية أرباح المال، أو ما أضاف الإنسان إلى أصل ماله ربحًا إضافيًا يستحق عليه دفع الزكاة بالنسبة المذكورة أعلاه.
ويؤكد الأستاذ أن الله هو الرزاق، وقد استخلف الإنسان على ما رزقه من مال، أمانة عنده وسيضاعف لدافع الزكاة أضعافًا مضاعفة، تأكيدًا لقول الله سبحانه: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)( البقرة :٢٤٥)”.