قالت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة صفية انتهاه إنها جعلت “من عرضها مادمت في موقع القيادة صدقة جارية وفداء للمشروع الوطني لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني”.
جاء ذلك في بيان صادر عنها ردا على المستشار بوزارة الثقافة عبد الفتاح ولد اعبيدنا .
وأردفت بنت انتهاه أنها شخصية "عمومية تتعرض كغيرها من المسؤولين عن تسيير الشأن العام وخاصة النساء منهم إلى شتى أنواع التنمر الاجتماعي".
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اخوتي اخواتي، منذ ايام ينشغل بعض الاخوة والاخوات في الحديث عن صوتية قيل انها صادرة من ابن العم و الوالد عبد الفتاح ولد اعبيدنا فيها اساءة في حقي تنضاف الى إساءاته المتكررة التي تعودتها منه منذ ان كلفني فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتسيير مرفق عمومي خدمة للوطن والمواطن.
حقيقة اجهل الدافع والطائل من وراء هذه الإساءات التي لا نقد بناء فيها ولا نصح ولا بينة لسيل الاتهامات التي تصدر فيها من حين لآخر، لكن ايا كانت فأنا شخصية عمومية أتعرض كغيري من المسؤولين عن تسيير الشأن العام وخاصة النساء منهم إلى شتى أنواع التنمر الاجتماعي.
من هنا اود توجيه رسالة إلى الذين يدافعون ويقفون ضد هذه المسلكيات سواء كانوا رجالا أو نساءً جزاهم الله خيرا أن توقفوا فقد جعلت من عرضي مادمت في موقع القيادة صدقة جارية وفداء للمشروع الوطني لفخامة رئيس الجمهورية الذي أكد أكثر من مرة في خطاباته بضرورة المحافظة على الانسجام الاجتماعي.
وقد استحضرت في هذا المقام بعض من الأحاديث في السيرة النبوية الشريفة التي كنت استرق لها السمع حين كان يحكيها والداي حفظهما الله لي ومتعهم بالصحة والعافية، احببت ان أشارككم إياها لتعم الفائدة وهي كيف كان تعامل نبينا عليه الصلاة والسلام مع من يسىء اليه وحلمه على من أذاه علنا نجد فيها جميعا من الإفادة ما يذكرنا بالتحلي بأفضال وأفعال نبينا الهادي واتباع سنته وترك كل ما لا يفيد ونبذ الغلو والتطرف والفتن وان لا نرد الإساءة بالإساءة، فالغضب انتصاراً ودفاعاً يكون بالفطرة لكن هذا الغضب يجب ان يتحلى صاحبه بالأخلاق الفاضلة و المبادئ الحسنة واذا أراد ان يندد بقول او فعل ان يكون ذلك سليما و سلمياً.
الفائدة الاولى:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا "السام عليك" ظناً منهم ان النبي لا ينتبه الى قولهم هذا فرد النبي فقال، عليكم، فقالت عائشة السام عليكم ، ولعنكم الله ، وغضب عليكم فقال رسول الله مهلا يا عائشة ! عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش " قالت : أولم تسمع ما قالوا ؟ قال : " أولم تسمعي ما قلت ، رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم ، ولا يستجاب لهم في ".
اما الفائدة الثانية فهي عن اختبار اليهودي زيد ابن سعنة قبل إسلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صل الله عليه وسلم حين نظرت اليه الا اثنتين لم اخبرهما منه "يسبقُ حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه الا حلما"، فكنت الطف له لان اخالطه فأعرف حلمه من جهله.
و كان زيد قد اتفق مع النبي الكريم على ان يأخذ حقه من اتفاقية مادية بينهما وفق اجل متفق عليه، فلما كان محل الاجل المتفق عليه ثلاثة ايام أتى زيد الى رسول الله فأخذ بمجامع قميصه و رداءه الشريفين ونظر اليه بوجه غليظ فقال الا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتكم يا بني عبد المطلب لمطل قال زيد فارتعدت فرائص عمر بن الخطاب كالفلك المستدير ثم رماني ببصره ثم قال، اي عدو الله ، تقول هذا لرسول الله؟ وتصنع به ما أرى؟، وتقول له ما اسمع؟، فوالذي بعثه بالحق لولا ما اخاف فوته لضربت بسيفي رأسك، قال زيد و رسول الله ينظر الى عمر في سكون، و تؤدة و تبسم، ثم قال أنا و هو احوج الى غير هذا منك عمر، يقول زيد فقضاني و اعطاني عشرين صاعا من تمر.
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل، بل ضرب النموذج الأكمل في تحمل الاضطهاد والإيذاء المعنوي والبدني في سبيل توصيل رسالة ربه إلى الناس، وهو رغم ما لاقاه من عنت وكفر وتكذيب وسب وشتم كان يبدو على الدوام أحرص على هداية قومه، حتى يعاتبه ربه على حزنه عليهم، يقول الله تعالى في محكم كتابه: "فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً". صدق الله العظيم.
غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صفية بنت انتهاه
وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والاسرة.