أكد السيد مودي انجاي، محافظ المتحف الجامعي بأطار، في مقابلة مع مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في ولاية آدرار، أن المتحف الجامعي في أطار يشكل الحاضنة الأولى لثقافة المجتمع.
وأضاف أن ما يحتويه هذا المتحف من مقتنيات تعبر عن مكنون الحضارة الموريتانية في أبهى تجلياتها وأشدها تعلقا بحياة الإنسان البدوي العاشق للصحراء في اتساع مجاباتها ووعورة مسالكها وما يميزها من تنوع ثقافي ظل عبر مختلف العصور يشكل عنوانا للتحدي والشموخ والنضال.
وأوضح المحافظ أن هذا المتحف التابع لجامعة نواكشوط، يهدف إلى ترقية البحث العلمي خدمة للتنمية الشاملة التي تستجيب لمتطلبات الفضاء الصحراوي العام، مع إنشاء وحدات بحث متخصصة تمكن من وضع نظام علمي لنشاطات البحث والتحكم في صيرورته وتوفير الشروط البشرية والمادية الضرورية لاستكمال مهامه.
وبين أن المتحف يطلع بمهام متعددة من بينها إنجاز بحوث تطبيقية في مجال الثقافة والعلوم الإنسانية، مع إعداد بحوث حول التنظيم المصنف وغير المصنف للمجتمعات الصحراوية في تنوعها الجغرافي والثقافي، فضلا عن القيام ببحوث في مجال الوقاية من المخاطر وتسيير الكوارث الطبيعية واثارها الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد المحافظ أن المتحف يهتم كذلك بالبحث التطبيقي في مجالات السياحة والثقافة والبيئة وتثمين التراث الصحراوي وصيانته، بالإضافة إلى إعداد قاعدة بيانات حول التراث الثقافي لهذه المجتمعات مع إنجاز بحوث أثرية بالشراكة مع الهيئات الوطنية والدولية العاملة في مجال الآثار.
وأضاف المحافظ أن وحدات البحث تتكون من تاريخ واركيولوجيا المجتمعات الصحراوية بغية تطوير البحث في هاذين المجالين لاكتشاف الماضي والبيئة الحضارية لهذه المجتمعات.
وأوضح أن المتحف يهتم أيضا باقتناء المخطوطات والتحف النادرة لحمايتها من الضياع، مشيرا إلى أنه يملك علاقات تعاون بناءة مع بعض المتاحف والهيئة البحرية العالمية، مثل المركز الفرنسي للبحث العلمي وجامعة وهران ومركز الدراسات الصحراوية بالمغرب.
وأكد أن المتحف قام خلال السنة الماضية بتنظيم العديد من الندوات العلمية من ضمنها ندوة حول المياه وأخرى حول حياة العالم الإنتربولوجي الفرنسي (بير بونت) وندوة حول تاريخ المقاومة، مع المشاركة في عدة ملتقيات دولية من ضمنها الملتقى الصحراوي.
وأضاف أن المتحف دأب منذ تأسيسه على تنظيم أيام مفتوحة في كل عام دراسي لتمكين تلاميذ المدراس وطلاب الإعدادية والثانوية بالولاية من القيام بزيارة ميدانية له من أجل اكتشاف الكنوز الثقافية والتراثية للبلاد عن طريق ملامسة شواهد حية وماثلة تحاكي نبض المجتمع وتروي قصة الإنسان في هذه المنطقة بما فيها من عادات وتقاليد راسخة.
وأكد أنه بالإضافة إلى ما تقدم يسعى لربط شراكة مع الأكاديمية العسكرية بأطار وذلك من أجل تعزيز دوره العلمي والاكاديمي نتيجة لتخصصه واهتمامه بالابعاد الأمنية والثقافية والتاريخية للمجتمعات الصحراوية.
أعداد محمد إسماعيل