يشهد شارع الميزان وسط السوق المركزي بمدينة أطار هذه الأيام حركية منقطعة النظير تعززها رغبة الزوار الوافدين من مختلف مناطق الوطن في اقتناء الحاجة من التمور الطازجة المسوقة من مختلف وديان وواحات الولاية.
ويعتبر موسم الكيطنة من أهم المواسم السياحية في الولاية، حيث يشد أبناؤها الرحال إليها من مختلف المناطق للمشاركة فيه، لما يحمله من فوائد تتجاوز قيمته الصحية والاقتصادية إلى مكانته الاجتماعية، استلهاما لثقافة التعايش السلمي والعودة إلى أحضان الطبيعة ومنازل الأهل والأحبة في جو تطبعه المحبة ويدفعه الأمل في الحصول على عطلة ممتازة.
وتحتوي ولاية آدرار على أكثر من مليون ومائتي ألف (1.200.000) نخلة، من بينها نسبة 85% منتجة، وانتقل متوسط إنتاج النخلة الواحدة من (15) كيلوغراما إلى (60) كيلوغراما.
وتم استحداث 30 رابطة تسيير تشاركية محلية قاعدية، وإنجاز أكثر من 29 حقلا نموذجيا، من بينها حقل تيارت، الذي يحتوي على (14400) نخلة، ما سيساهم في وفرة الإنتاج هذه السنة.
وللاطلاع على مستجدات موسم الكيطنة هذه السنة، قام مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بالولاية، برصد بعض الآراء والشهادات حول طبيعة الموسم وفائدته على المجتمع.
وفي هذا السياق، اعتبر محمد ولد أمان، وهو تاجر تمور بسوق أطار، أن انطلاقة الموسم بدأت نهاية الشهر السادس وبداية الشهر السابع، حيث تكثر البضاعة ويكثر الطلب عليها.
وبدوره، أوضح محمد ولد الناجي، تاجر تمور، أن بداية الموسم جاءت من وديان ظهر آدرار (أوجفت) مثل انتيركنت ولدي وفارس وامحيرث وترجيت والمداح.
وأضاف أنه بالنسبة لوديان مقاطعة أطار (الباطن) فأول منتوج لها وصل إلى الأسواق جاء من واحات واد سكليل وعين أهل الطايع.
وأكد سيدي أب ولد خيري، وهو بائع تمور، أن أسعار التمر هذه الأيام تتراوح ما بين 250 و300 أوقية جديدة للكيلوغرام الواحد.
وبدوره، أكد محمد الأمين ولد عباد، أن سوق التمور تدخله يوميا ما يقارب (300) كلغ من التمور من نوعيات “الحمر” و”النخلة الصفرة” و”لمدينة”.
وأكد أن مستوى الإقبال يشهد ارتفاعا ملحوظا نتيجة للإقبال المتزايد من طرف الأسرة الآدرارية، مضيفا أنه يتوقع أن يزداد بعد نهاية المسابقات الوطنية واكتمال عودة الأهالي إلى وديان الولاية.
أما السيد عبد الله عباد، فقد أكد أن السوق يحتوي على مختلف عينات التمور بأسعار مناسبة تتراوح ما بين 250 أوقية إلى غاية 150 أوقية جديدة، مطالبا بضرورة بناء سوق جديدة للتمور وتجهيزها بالمبردات.
بدوره أكد السيد سيدي ولد محمد محمود أن منتوج التمور يعد ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي، مطالبا بضرورة مساعدة العاملين في القطاع في حمايته وتسويقه وتعليبه وتخزينه.
وأضاف أن هذا المنتج ينعكس بشكل إيجابي على ساكنة الولاية من خلال ما يدره من فوائد مادية، حيث يستقطب مئات الأسر ويساهم في تخفيف حدة البطالة بين صفوف الشباب.
أما محمد محمود ولد اخويمه، فتوقع أن تكون أسعار التمور هذه السنة منخفضة مقارنة مع الموسم الماضي نتيجة لكثرة الواحات وتنوع محصولها وعدم تعرضه للآفات بسبب تدخلات القطاع الزراعي.
وأضاف أن نوعيات التمور في السوق تمتاز بالجودة، مؤكدا أن الساكنة بدأت تتجه نحو الوديان للاستمتاع بموسم الكيطنة.
وبين أن نظام “الكيطانه” يعتمد على أسلوب غذائي خاص يساعد في اكتساب فوائد صحية عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، معالجة مشاكل الهضم وأمراض البلغم.
وأشار إلى أن موسم الكيطنة يستقطب اليد العاملة المحلية، ويوفر السيولة النقدية، ويساهم في توفير الحياة الكريمة لعشرات الآلاف من الأسر.
أما المزارع المختار ولد يركيت، فقد أكد أن الولاية تتوفر على العديد من عينات التمور الممتازة، مثل (لحمر) و(تيجب) و(لمدينة) و(سل مدينة) و(تيكدرت) و(أمازيد) و(الفالحه) و(الخواره)..
ودعا ولد يركيت إلى تشجيع السياحة الداخلية والإقبال على شراء المحصول الوطني من أجل المساهمة في ترقية الزراعة وتطويرها.
وأضاف “تتوفر النخلة على فوائد عديدة، حيث تعتبر غذاءا متكاملا، ويستعمل جريدها في بناء الأعرشة، وإعداد أثاث البيت، وتستغل جذوعها في تسقيف المنازل”، ملخصا أهمية الكيطنة في المقولة الشهيرة: (سلملي ألا إعل إل ما يعرفني).