العبث بحظوظ اخوة العقيدة و الوطن لن يشفي غليل الحاقدين العاجزين القاصرين عن مواجھة التراجع الحاصل في مختلف مناحي حياة الجمهورية و شعبھا و ھم اصحاب تسيير مشروعھا المحصور بين الخيبة و خبث النوايا ونكاية الحراح انتقاما و إحياء لماض لا يمكن أن يعاش في الحاضر الذي صنعت منصاتھ تضحيات الاحرار قبل قيام الجمهورية و بعد تنفيذ مشروعھا المستنسخ .
إن العيب يقع على نخبة المجتمع بكل مكوناتھا و اطيافھا مھما تعددت و تباينت مشاربھا و مھما اختلفت مساھماتھا و تمايزت معاناتھا، فاليوم تغيرت قوانين لعبة البقاء و تعددت فرص الحياة و اغلب التجارب الماضية محكوم عليھا بالموت فالالم الذي عاشتھ الاغلبية اليوم ، بالامس ، لا يمكن أن تُعاد اساليبھ تحت عباءة النظام الديمقراطي التعددي كما لا يُعقل أن يتوقع أطر تشخيص النظام امكانية خلق تنمية شاملة و لا ثقة متبادلة يتطلبھا بإلحاح وضع الوطن الروح تحت وطأة مخاطر الجيران المتزايد و ھجرة القوى الحية و تعمد الاستھزاء بالمخالفين من طرف قادة النظام باستخدام مؤسسات الجمهورية التشريعية و التنفيذية و القضائية ، كما أن ضآلة ھِمم المدافعين عن النظام تعطي صورة سلبية و مخلة بكبرياء وشرف الجمھورية ، و على الحكماء ان يتدخلوا لوقف خرق السفينة فموج الاحتقان تغذيھ نيران الغضب الساطع في وجوھ اصحاب المظالم و اصحاب الحقوق المصادرة و في عيون الغرباء الطامعين المتربصين بالوطن الذي يفقد بسرعة كل ضوابط جبھتھ الداخلية المھددة بفعل القراءة الخاطئة لصبر الضحايا و قوة ردة الفعل في ساحة زلقة دخلھا أكثر من لاعب محترف فتاك ، و بھا من مكامن الخلاف و الاستعداد للخيانة و الغدر ما عجت بھ وسائط التواصل الاجتناعي الافتراضي القابل بكل سھولة أن يتحول إلى واقع التنبؤ بفصولھ و عواقبھ لا يمكن لفريق منھمك في النھب و الاحتكار و الغصب و السب و الثأر و الانتقام أن يتوقعھا ، فاللعبة كبيرة غير أن اغلب اللاعبين صغير جدا