عنوان أرى بأنه الأنسب لما سأكتب عنه بصفتي شاب من ولاية آدرار خبرت مشاكلها و عشت فيها الأفراح و الأتراح و أجلستني الظروف مكرها و أمثالي كثر لكي نكون مرآتها و طاقتها كشباب عرف عنا الكدح و الكفاح ..
منذ عقود وهذه الولاية العزيزة تعاني من غياب كل مقومات الحياة و أملها دائما على شبابها الغائب و المغيب لأسباب سأحاول تلخيصها بحكم ما عايشته فيها و شاهدته عن تجربة ...
يمكن تقسيم شباب ولاية آدرار الي ثلاثة أصناف ...
الصنف الأول :
شباب يعيش حياة التحصيل عن طريق المصالح الخاصة و من أجل ذلك يسلك طرقا منها المشروع و منها المشين كالتصفيق للساسة و الهرولة تحت لوائهم الا أنه يجاهر بذلك و له الحق و نحترم له ذلك التوجه رغم تحفظنا عليه ...
الصنف الثاني :
شباب يحاول الضحك على الذقون من خلال ركوبه العناوين الرنانة مستغلا واقع المواطن في الولاية وواقع الولاية المرير عن طريق حمل هم الساكنة و ايصال مشاكلها للجهات المعنية هذا الصنف هو مجرد مساحيق تزول عند اول امتحان قبلي او جهوي او مصلحي ، جل مرتادي هذا الطريق هم باحثون عن الشهرة بهدف ان يكون الواحد منهم معروفا على مواقع التواصل الإجتماعي بإسم لقب من أمثلة صوت الولاية ولكن في الواقع هو لا يمكنه الخروج من المنزل لقضاء حاجته ( شباب المواقع ) و لا حتى للعمل من اجل نبذ الكسل و الإتكالية بل هو مجرد زر من أزرار الهاتف او واجهة جوال و مع ذلك يطالب دائما بالتحرر و الثورة على الواقع المرير وهذا الصنف هو السواد الأعظم من شباب ولاية آدرار وهو الذي جعل ولاية آدرار تتأخر الي هذه الدرجة ...
الصنف الثالث :
شباب يكدح صابر على الظروف يصارع من أجل البقاء آثر البقاء في الولاية كي تبقى على قيد الحياة يحب الإبتعاد عن الأضواء مطلع على كل تفاصيل الحياة في الولاية وله رأي و فكرة ولكنه دائما ما يحتفظ بها لنفسه ، أمين و صادق في مواقفه و هذا الصنف قليل الي ابعد الحدود بل يكاد يكون يعد على رؤوس الأصابع ...
من خلال هذه التصنيفات يتضح جليا لكل قارئ أنواع الشباب في ولاية آدرار ...
في مواسم السياسة يبرز الصنف الأول الذي يتم توجيهه من قبل الساسة و شيوخ القبائل فهو لا إرادة له ..
و يحاول الثاني اللعب على الحبلين ظاهريا أنه ضد الصنف الأول و يعيب عليه كل التصرفات و في الخفاء هو صنف متحور منه بل أخطر منه بسبب حب المصالح الشخصية و السعي لأن يجد الفرصة المناسبة ليلتحق بذلك الصنف ..
و يبقى الصنف الثالث بعيدا عن هذه الأجواء لإدراكه التام بأن الكرامة بلا ثمن و بأن الشباب يجب ان يكون وقود الولاية الذي يقدمها لا الذي يحرقها ...
و في الأخير تحتاج ولاية آدرار لشباب صادق وفي يرفع من مستوى دور الشباب فيها ، الغائب و المغيب ....
*محمد الغلاوي*