لماذا تكون إفريقيا هي القارة الأكثر عددا من الانقلابات العسكرية في العالم؟
هل التقسيم الاستعماري كان غلطا أو هو عدم أهلية القيادات الافريقية المتعاقبة أو الاستعمار نفسه أو الظروف الطبيعية الغير مواتية أو سوء التعليم أو الدورة الحضارية العادية أو ربما جميع هذه العوامل مجتمعة؟
لا أحد يعرف بالضبط عدد الانقلابات في إفريقيا سواء التي نجحت أو تلك التي فشلت منذ استقلال هذه البلدان، ولكن الباحثان الأمريكيان باول وتين (Powell et Thyne) يعتبران الانقلاب ناجحا إذا تغير القائد على الأقل مدة سبعة، أيام وانظروا السخرية في "سبعة أيام" كما أنهم يفسرون الانقلاب العسكري بأنه أي انقلاب على الحكم القائم قام به العسكريون أو وافقوا عليه وتبنوه بعد ذلك.
ويشيرون إلى أن آخر محاولة انقلابية في أمريكا اللاتينية كانت فاشلة و هي محاولة الإطاحة بالراحل هوغو اتشافيز في فنزويلا سنة 2002 ! ومن المفارقات أنه من أوائل الانقلابات في إفريقيا الذي حدث في مصر سنة 1952 وتمت تنحية قائده سريعا عن الحكم وهو الفريق محمد نجيب.
أما أكثر الدول انقلابات فهي السودان المنفصل عن مصر، ومن الدول التي لم تشهد انقلابات عسكرية بعد الاستقلال؛ المغرب والسنغال وتونس، رغم الهزات العنيفة التي تعرضت لها أحيانا! ومن الانقلابات الناجحة والتي تلتها تنمية معتبرة واستقرار وإشادة؛ انقلاب الراحل هواري بومدين على أحمد بن بله سنة 1965 في الجزائر.
وتطول الإحصائيات في هذا المقال المأساوي.. ويقول الباحثان أن الأسباب المعلنة للانقلابات متعددة، ولكن في أغلب الأوقات لا يتم إنجاز أي شيء من الالتزامات المعلنة للانقلابيين مما يعرض الدول لانقلابات جديدة، وهكذا دواليك في حلقة مفرغة فاشلة، وكثير من العسكريين المنقلبين يبحثون عن الثراء الشخصي الفاحش على حساب ثروات شعوبهم البائسة والتي تفتقر للتسيير العقلاني.
ويختمان مقالهما بالقول إن العالم يتفرج على قارة تراوح مكانها، وأن دول العالم تنحاز لمصالحها أمام هذه الانقلابات الغير دستورية، التي تنبئ كلها عن فشل قارة كبيرة في إرساء نظام سياسي متفق عليه يضمن التنمية وتبادل النخب.
ويبقى الأمل موجودا، وطاب يومكم..