إضافة تعليق جديد

الإعلامي المصري أسامة سرايا يكتب ... الموريتانيون قادمون..!

خطفنا الرئيس الموريتانى، محمد ولد الغزوانى خلال زيارته السياسية، والاقتصادية لمصر فى التعبير عن بلاده، وعن أحوال العرب، وإفريقيا، فقد كانت تصريحاته تتسم بالعمق، والفهم الإستراتيجى لأحوال منطقتنا، وقارتنا الإفريقية، خاصة المناطق الملتهبة، والحساسة (السودان، وليبيا، وحوض النيل).

لقد وصف الرئيس الموريتانى الموقف المصرى السياسى، والإستراتيجى بدقة عندما قال صبر مصر، وما تتحلى به قيادة الرئيس السيسى فى معالجة القضايا الإفريقية فى السودان، وليبيا، وحكمته فى التعاطى مع قضية مياه النيل.

إن مصر تجد فى موريتانيا شريكا إستراتيجيا، وقادرا، ومرتقبا، وقويا للتعاون فى مجالات عديدة، وفى تفكيك، وحل الأزمات التى تواجه الدول الإفريقية، والتى تشترك معها، وتتأثر بها فيما يحدث منها من مشكلات، وتراكمات، وعدم مواجهة حاسمة للحروب، والانقسامات التى بدت واضحة فى قارتنا، خاصة الجزء العربى منها.

إن الأرقام تتحدث عن أن موريتانيا من الاقتصادات الواعدة (عربيا وإفريقيا)، فهى تدخل نادى المنتجين للغاز، وتشير الاحتياطات هناك إلى أكثر من 100 تريليون قدم مكعب، وهو ما يجعلها تقفز إلى المرتبة الثالثة إفريقيا، بعد نيجيريا، والجزائر.

نحن أمام بلد يتحول من الفقر إلى الغنى، مصحوبا بالاستقرار السياسى، والأمنى، وإذا كانوا لا يعرفون، يجب على المستثمرين، ورجال الأعمال أن يدركوا أن موريتانيا من أكبر البلدان المنتجة لأنواع الأسماك الفاخرة (350 نوعا من الأسماك، منها 170 نوعا قابلة للتسويق العالمى)، وتصنف الفاو والاتحاد الأوروبى موريتانيا ثانى أكبر بلد إفريقى فى إنتاج الأسماك بعد المغرب، وتحتل المرتبة العشرين عالميا.

إننا أمام بلد عربى صغير نحو (٤٫٥ مليون نسمة)، ويحتوى على ثروات شاسعة، وشواطئ على المحيطات والأطلسى، ويفتح ذراعيه لمصر، ومؤكد أن اجتماعات اللجنة الأولى المشتركة فى يوليو إذا انضم إليها رجال الأعمال المنتجون للأسماك وتصنيعها فسيجدون فرصا تفيدهم، وتفيد موريتانيا، إذا أدركوا أن فى انتظارهم سوقا واعدة، وحيوية، ومرتقبة، والأهم لنا أنهم أشقاء يحبوننا، وقَدِموا له إلينا، وهم قادمون إلى السوق الإقليمية، والعالمية، لأنهم يملكون إمكانات هائلة قد تجعل من بلدهم فى سنوات وجيزة خليجا جديدا فى الشمال الإفريقى.