النائب محمد المختار ولد الزامل في سطور ... خاص

سياسي تقلد عدة وظائف حكومية من أبرزها منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون وحقيبة الصيد والاقتصاد البحري.. كان سفيرا لموريتانيا في داكار إبان اندلاع أحداث 1989 المأساوية وشاهد عيان على المأساة البشعة التي تعرض لها مواطنوه في السنغال يقول في احدي مقابلاته :

 

اسمي محمـد المختار بن الزامل، أنحدر من ولاية آدرار وبالتحديد مقاطعة أوجفت، دخلت المدرسة الفرنسية سنة 1952م. وفي تلك الفترة لا يمكن الولوج إلى الثانوية إلا عن طريق مسابقة، وكان ذلك في شهر يوليو من سنة 1959م. والعدد الذي تتبنى الحكومة الفرنسية هو الذي سيسجل في الثانوية، وكانت آنذاك في موريتانيا حكومة ذاتية برئاسة المختار بن داداه رحمه الله إلا أننا في تلك الفترة لم نكن قد حصلنا على الاستقلال، وأذكر أن الدولة الفرنسية لم تول أهمية كثيرة لموريتانيا؛ فلم تبن فيها إلا منشئات محدودة، فقد أنشأت ثانوية واحدة في روصو، ولم تقم بأي شيء آخر.

 

وقد قررت الحكومة آن ذاك أن تحتفظ ب 25 الأوائل في مسابقة الثانوية، لتفتتح بهم قسما خاصا في نواكشوط، بالثانوية التي تدعى حاليا بثانوية البنات قرب السوق المركزي، وعند قدومنا إليها وجدناها في طور البناء، وانتظرنا حتى أكتمل بناؤها، ودرسنا فيها سنتين حتى تم بناء ثانوية نواكشوط الكبيرة نسبيا حيث انتقلنا إليها.

 

وبعد حصولي على الباكالوريا ذهبت إلى فرنسا، ودرست في الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين؛ لأني حاصل على باكلوريا شعبة الرياضيات، ونجح في الباكالوريا آنذاك 10 تلاميذ، وفي تلك الفترة كان امتحان شهادة البكالوريا حديث النشأة في نواكشوط، وكان من المفترض أن نجري الامتحان سنة 1966 م. إلا أنه بسبب تلك الأحداث التي تسمى "أحداث 1966م." لم نتمكن من الترشح، وكانت سنة بيضاء، ونتيجة لذلك تم تأجيل الامتحان إلى 1967 وهي السنة التي ترشحنا فيها ونجحنا.

 

وفي تلك الأثناء حدث تطور يتمثل في بناء ثانويات جديدة في كل من: روصو، وكيهيدي، ولعيون، وأطار.

 

وبعد ذهابي إلى باريس دخلت الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين، وكان ذلك نظاما صعبا بالنسبة لنا لأن جل التلاميذ هناك كانوا أبناء المهندسين والأساتذة وكان يتم تحضيرهم من الصغر ليدخلوا إلى تلك الأقسام؛ وربما يكون مستوانا في المواد الأساسية كالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء متقاربا، لكنهم متفوقون علينا في الكثير من الأمور الأخرى، والبعض منهم كان عندما لا يحصل على مراده يذهب إلى دولة أجنبية ويدرس فيها.

 

وفي الأقسام التحضيرية المهندسين أجرينا مسابقة بعد العام الثاني ونجحت في البعض منها، واخترت مدرسة الإحصاء، وتخرجت منها بعد ثلاث سنوات من الدراسة، وكانت الدولة آنذاك تحتاج مرتنة وظيفة مدير الإحصاء؛ لذلك أعطتنا عناية خاصة حتى تخرجنا؛ وحين جئت بعد التخرج أذكر أني قدمت لهم وثيقة كشف الدرجات أو شيئا بسيطا، ولم ينتظروا حصولي على الدبلوم، لأن الدبلوم في تلك الفترة كان يتأخر بسبب انتظار توقيع شخصيات بارزة في النظام الفرنسي آنذاك، وتم اكتتابي في تلك الفترة أغسطس 1972، وأذكر أنني وجدت في الإدارة قبلي فرنسيين، تخرجوا قبلي بعام، وكان هناك أيضا خبير هندي تم جلبه من منظمة الأمم المتحدة، ونظمنا أول تعداد لسكان موريتانيا، وبعد ذلك تم دمج إدارة الإحصاء مع إدارة التخطيط، وفي تلك الفترة لم تكن في وزارة التخطيط إلا إدارتان إحداهما للتخطيط والأخرى للإحصاء، وأذكر أنه كان هناك بداية لمشروع كنا نفكر فيه مع البنك الدولي، وهو استعمال خريجي المحاظر، وتم تسميته "projet education"، والذي كان فيما بعد يتبع لوزارة التربية، وهو المشروع الذي أنفق عليه البنك الدولي الكثير من التمويلات، وهو مشروع معروف، حتى تم انقلاب 1978 حيث دخلت الحكومة، وتوليت فيها العديد من الوظائف، وأذكر أني دخلت الحكومة في أول مرة كوزير للتخطيط والمعادن.

 

واليوم هو نائب عن مقاطعة أوجفت.

 

للحديث بقية في الحلقة الثانية من مشوار الوزير والسفير والنائب محمد المختار ولد الزامل

 

اعداد  : محمد / أعليوت