" أوجفت والهجرة ... أي قصة "

مقاطعة أوجفت هي ثاني أكبر مقاطعة في ولاية آدرار ، حيث تحتوي على أربع بلديات هي بلدية معدن العرفان ؛ بلدية انتركنت ؛ بلدية المداح ؛ بلدية أوجفت .

مقاطعة أوجفت لها جذور في التاريخ وأصالة في الجغرافيا ، حيث تم اعتمادها مدينة تاريخية من قبل الحكومة الموريتانية منذ أعوام ، بعد أن وجدت الشواهد والأدلة التي لا زيف فيها ، كما أنها تتأصل جغرافيا من حيث تضاريسها الساحرة ومناظرها الآسرة .

مقاطعة أوجفت تحتوي على إقتصاد هش قائم على الزراعة المطرية ومنتوجات النخيل الذي يعتبر المصدر الأول للدخل متبوعا بالتجارة التي تحتل مركزا متقدما في مصادر الإقتصاد المحلي ، كما أن التعليم المحظري يلعب دورا أساسيا في نشر الأمل داخل الساكنة وجعلهم يتمسكون بمساكنهم رغم صعوبة الحياة وعوز البقاء ..

في هذه المقاطعة الواقعة خارج اهتمام الحكومة توجد مناطق سياحية تعتبر الوجهة المفضلة للسياح الأجانب وحتى الموريتانيين الذين بدأت طلائعهم تتوافد بكثرة في الآونة الأخيرة إلى المنطقة ، حيث توجد داخل المقاطعة مناطق مثل " ترجيت ؛ أمحريث ؛ تربان ؛ اريج عبداوه ؛ تمنيت ؛ المداح ؛ الواد لبيظ ؛ آرويج ؛ اكرارت لفرص ؛ تونكاد ..." هذه المناطق وغيرها تعتبر مناطق سياحية بإمتياز حيث تعتبر قبلة لعشاق الجمال والراحة ولكن المعضل أن كل هذه المقومات بدل أن تساهم في تثبيت السكان ، كانت سببا في هجرتهم خارج المقاطعة ، فأي قصة تختفي خلف هذا العنوان ، وأي مرارة حملت بهؤلاء لمغادرة مسكنهم الأصلي ؟ .

من المعلوم أن الهجرة الداخلية شيء شبه طبيعي في قارتنا الإفريقية بسبب تمركز كل الإدارات والمصالح العامة في العواصم ، ولكن الهجرة وأوجفت قصة من نوع آخر ، حيث أجبر معظم السكان على مغادرة المقاطعة بسبب انعدام مقومات الحياة من تعليم وصحة واستثمارات وبنية تحية تحث على البقاء ، تلك الهجرة نتج عنها افراغ المقاطعة من عقولها ، حيث هاجرت جميعها نحو المدن الكبرى وقليل جدا من تلك العقول مازال يلتفت للمقاطعة ويدعي الإنتماء لها ، أما الغالبية العظمى فقد تناست أصلها وأهملت مكان ترعرعها ...

 

 عبدالودود أباه