من وحي ذكرى 12-12 -1984 / فاطمة بنت محمد المصطفى

مهما قيل عن الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد احمد الطائع من قول سلبا أو إيجابا، هنالك ميزات أنا متأكدة منها : نظرته الحداثية للدولة، المواقف الشجاعة و القوية عندما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية، اهتمامه بقضايا المرأة، بعده الشخصي عن جمع المال الحرام و البحث عنه. لوخر اصه نتفق أو نختلف مع الآخرين حوله.
خالگ اصه قدر من ذيك لمراد، التي يرددها البعض فيها الكثير من المبالغة و حتى الكذب البواح أحيانا.
يغير السلطة اتف بيها ما يبط حد فيها ما تكونت من حوله مافيا لا تبحث إلا عن مصالحها الأنانية الضيقه. و لا شك أن معاوية أدرك ذلك، و إن كان متأخرا. و لعل خطابه الأخير في كيفه خير دليل على ذلك. و قد أقر في ذلك الخطاب بتفشي الفساد و اعترف فيه بحجب المعلومات عنه، و توعد الفساد و المفسدين بالضرب بيد من حديد، و فتح بعيد ذلك حوارا مع المعارضة توصل معهم لاتفاق إصلاحي، كانت وثيقته في أغلب نقاطها أساسا للأيام التشاورية و الإجماع، الذي تم بعيد الانقلاب عليه، بين المجلس العسكري للعدالة و الديمقراطية و الأحزاب السياسية و هيئات المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية 2005-2007.
أتمنى أن يرجع لوطنه و أهله و محبيه. قد طال مكوثه في المنفى حتى و إن كان منفى "اختياريا" يعيش فيه مكرما من دولة شقيقة جزاها الله خيرا.
أتمنى بل أرجو منا جميعا كموريتانيين أن نتنادى لما يجمعنا و يضمد جراحنا و يفتح لنا آفاقا من التسامح و التعاضد و النظر إلى الأمام بغية بناء دولة مدنية عصرية قائمة على العدل و القسط و القانون، بعيدة من كل أشكال الانتماءات الضيقة، نعيش فيها جميعا رخاء و أمنا و سلاما.