وقفة أستشراق مع بلدية انتيركنت المنسية ... خاص

تونكاد أنفو يقدم نبذة عن بلدية انتيركنت

التعريف
يقع مركز أنتيركنت الإداري في جنوب ولاية آدرار على بعد 180 كلم، تابعا لمقاطعة أوجفت ويقع في الجنوب و الجنوب الشرقي منها حيث يمثل غرابة ثلث المقاطعة إذ تبلغ مساحته حوالي 8700 كلم2 يحده من الشرق والجنوب الشرقي بلديتي شنقيط و العين الصفرة ومن الجنوب والجنوب الغرب تكانت وأترارزة ومن الغرب المداح وبلدية المعدن تحده من الشمال . ويبلغ عدد السكان فيه بـ حوالي 2000 نسمة . ويضم أكثرمن 38 تجمعا سكنيا .
التطورات التاريخية :
أنشيء هذا المركز في عام 1974م ووضع حجر أساس أول منشأة حكومية هناك (دار الحكومة) ، بحضور كل من والي أطار “أنكام لروان ” وحاكم مقاطعة أوجفت “النعمة ولد الشيخ محمد فاضل ” وأول رئيس مركز لأنتيركنت وهو: “بكار ولد هيبه” من قبيلة (أولاد أمبارك)وحكوميين آخرين ، وكان معه خمسة من الحرس من بينهم : “أحمد سالم ولد سوله” وكان “بكار” طيلة إقامته يسكن في كوخا من جريد النخل ،هو ومن معه . وكان يقع هذا الكوخ بين أهل “تاته” حاليا وأهل “الجراح” في غرب “الرك”، وفي بداية عام 1976م خلفه ثان حاكم لأنتيركنت وهو : “سيد عبد اللَ ولد مولاي” من قبيلة (إيدوعل) وفي عهده أستكملت الأسقال في المبنى الحكومي سالف الذكر ليقيم فيه هو ومن معه وحرمه “لكرامه بنت الداه” وكان معه عسكريين من بينهم “أبراهيم ولد بون” و “محمد ولد بوزيد” وكانوا هؤلاء قائدهم “عمار ولد الناجم” . وفي منتصف السنة وأثناء حلول حرب الصحراء جاء “محمد ولد لحبيب” خلفا لـ “عمار ولد الناجم” وعسكريين جدد من بينهم “أحمد فال” ومدنيين مسلحين (سبلتيف) وكان من بين هؤلاء “يرب ولد خونه” و ” محمد ولد البهوه” و “اللواه ولد أحمينض محم” إلخ … وفي بداية سنة 1977م جاء ثالث حاكم وهو: “سيدبى” حيث قضى أطول فترة هناك ، وفي السنة نفسها أنشئت أول مدرسة في المركز، وكانت هي الأخرى من الخشب وتقع شمال المبنى الحكومي الحالي وأول معلم درس هناك هو: “محمد ينجح” وتلاه “باب ولد معط” الفقيه المعروف وتلا ذلك “سيد محمد ولد أحمد سالم” إلخ … ومن أول تلامذة هذه المدرسة “محمد سالم ولد ددي” و “المختار ولد بل” و “المصطفى ولد ددي” و “لاله بنت مولاي الزين” و “أندح ولد حمزه” إلخ … وفي عام 1978م أنشئت مدرسة جديدة من غرفة واحدة وكانت من الحجارة وتقع جنوب المدرسة الحالية بالقرب منها ، وفي نفس السنة حفر البئر القائم حتى الآن الواقع بين “الدخله” و “أعل لخظر” . وفي أول الثمانينيات تشكل ما يعرف بـ <<الهياكل>> لتعمل على تقديم بعض الأنشطة الثقافية والخدمية كالتوعية والتنظيف إلخ .. وقد أقاموا تشكيلات تنظيمية لتسهيل عملها وذلك على النحو التالي:
رئيس المنطقة : أبراهيم ولد بل المعروف بـ اللي
رئيس اليقظة : محمد ولد بتير الملقب بـ وده
رئيس الحي : محمد ولد السن
رئيس النظافة : أحمد ولد باب
رئيس الإنعاش : ددي ولد أعمر
رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته وجزاهم الله خيرا عن الوطن لما قدموه مثل :
إنشاء طريق (أعيون لبكر –أنتيركنت) وطريق (أنتيركنت–واكشضه) ومبنى الحالة المدنية الحالي والمسجد القديم والكثير الكثير .
وفي السنة نفسها تشكل تجمعا شبابيا وكان هو الآخر يقوم بأنشطة عدة كالتمثيلات المسرحية والتوعية إلخ … وهم:
“محمودي ولد عبدي” و”محمد سالم ولد ددي” و “محمد الأمين ولد الجراح” و “كلاله بنت وده” و “العرب ولد زيدان” و”زينب بنت الجراح.
وفي عام 1985م أصبح للمركز أول طبيب وكان مندوبا صحيا وهو: “محمد سالم ولد أعمر” حيث تلقى دعما كبيرا من (منظمة أطباء بلا حدود) قبل أن يصبح ممثلا لها في المنطقة ، وكان أيضا من أبناء المركز . وأول ممرضا يعمل هناك هو: “إخليه أن” .
وفي سنة 1991م أقيم الدستور الموريتاني ومن خلاله أصبح لـ “أنتيركنت” أول عمدة وهو: “لارباس ولد بتير” (إديشل) . وفي عهده أنشئ مركزا صحيا من الإسمنت مسقف بالصفيح ليذهب ذاك الصفيح في أول عاصفة رعدية وكان ذلك في عام 1997م السنة الموالية لإنشائه مباشرة ، وأنشئت مدرسة في ذلك العهد من غرفتين مبنية من الحجارة وهي المدرسة الحالية . ومن أواخر الثمانينيات وحتى الآن تعاقب الكثير من الحكام والأطباء ولم يستقر أحد منهم في هذا المركز نتيجة لردائه المنشئات الحكومية هناك (البنى التحتية). مثل: المبنى الحكومي المتهالك من التسعينيات لم يلتفت إليه أحد حتى الآن وكذا المستشفى الوحيد في المنطقة .من هؤلاء المتعاقبين: “ول آباتي” و ” محمد محمود ولد خطر” و “عبد الدايم” إلى آخر ذلك . وكذا العسكريين تعاقب منهم الكثير ومن بينهم : “حمن ولد أحسين” و “محمد ولد عباد” و “محمد ولد هيبه” و “سيد ولد بل” ألخ … و أنتهت مأمورية “لارباس ولد بتير” في عام 2001م ليحل محله العمدة “يحي ولد باباهيم” ليجري ترميما جزئيا في عهده للمدرسة الحالية ، وأنشئت في عهده منشأة مائية (صونداج) غير صالحة للشرب . وذهب ليحل محله العمدة الثالث وهو الحالي يسمى: “عبد الله ولد عبدين” في عام 2006م لينشأ في عهده مبنى للضيافة وكان هذا المبنى من الإسمنت، ويقع جنوب المبنى الحكومي بالقرب منه ، وحفرت في عهده منشأة مائية ثانية مازالت قيد العمل، وحفرت آبار عدة صالحة للشرب،
التجمعات السكنية :
1. عاصمة المركز : الرك
2. القرى الشرقية : أدخالي ، أنتوبيت1 ، أنتوبيت2 ، الموسع ، أدوير ، أظويات.
3. القرى الجنوبية : تكنت ، إجرجاتن ، بوعبون ، أعيون لبكر ، أجفيرات ، المالح
4. القرى الغربية : أمشناد ، جالت البهكة .
5. القرى الشمالية : أنويب ، لمغيميم .
وهذه القرى كلها تضم مدرسة حكومية 12 منها تضم أجهزة أتصال (الرك) ولها شبه أكتفاء ذاتي لما تحتويه من الواحات النخيلية ومن السهول الزراعية الخصبة.
1 – الواحات النخيلية: في هذا المركز الكثير من الواحات النخيلية، ومنها على سبيل المثال : <<واحة لعيون ، واحة الموسع ، لعكيريشه ، أنبيعه ، المطلح ، لحنيك ، جالت باب ، أحسي الكرفه ، الدخله ، أعل لخظر>>. إلخ … ويقدر عدد النخيل في المركز بـ 1 مليون نخلة. ويبلغ تصدير التمور من هناك سنويا ما يزيد على 44 طن إلى أنواطشوط ، أطار ، أزويرات . ويقدر الدخل من التمور بأكثر من 30.8 مليون أوقية ، حسب القائمين على ذلك (التيفاي). ومن أهم أجناس النخيل هناك هي: الحمر ، لمدين ، تيكدرت ، تجب ، أدقد إلخ…
2 – الزراعة المطرية: هناك الكثير من السهول الزراعية الخصبة (لكراير) ومنها على سبيل المثال: [أكرارت المرفك ، أكرارت العكد ، أكرارت أمشناد ، أكرارت أزل ، أكرارت اللوطية ، أكرارت لبحير ، أكرارت لغريدات ، أكرارت منصور] إلخ … وينتج من هناك ما يزيد على983 طن سنويا من ما يعرف بـ “فند” وكذلك الفاصوليا (آدلكان) يحصد منها سنويا هناك أكثر من 440 طن والذرة (الزرع) أيضا ينتج منها أزيد من 690 طن سنويا .وهذه الأنواع الثلاث هي الأكثر زراعة في المنطقة ويجري تصديرها إلى أنواكشوط وأطار وأزويرات، إلا أن هناك أنواع أخرى تزرع مثل : “مك” ، “القمح” (قمح أشيلال) ، “الشعير” . ويقدر الدخل الإجمالي من هذه الحبوب سنويا بـ: 532,6 مليون أوقية.
وتظل هذه الثروة الزراعية الهائلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمطار. وللحفاظ على هذا المنتج الهائل الذي لا يستهان به فلابد من السدود . فلابد من السدود ، فلابد من السدود !
3 – الزراعة المروية : هذه الزراعة هي الأقل هناك وذلك يعود للسببين التاليين: أنعدام المرشدين الزراعيين في المنطقة ، وأنعدام المعدات الزراعية أيضا. ولكن أستطاع بعض القرى أن يزرع من الخضروات أكتفائه الذاتي مثل : قرية “جالت البهكه” و “الرك” وقرى أخرى . ومن أهم ما يزرعون : الجزر، البصل ، الطماطم. إلخ…
4 – الثروة الحيوانية : تتوفر هذه المنطقة على ثروة حيوانية هائلة تتمثل أساسا في : الإبل ويقدر عددها بـ حوالي 5500 رأس وكذلك الغنم وتقدر بحوالي 10000 رأس . ويجري تصديرها إلى : أطار ، أزويرات ، أنواذيب .
6 – الثروة المعدنية : تتوفر المنطقة على ثروة معدنية كبيرة البعض منها غير مستخدم مثل: “اليورانيوم” الموجود في “أراكن بوناكه”الواقع على الحدود مع “أترارزة” . وهناك أيضا “الملح” (أمرسال) المتواجد في سبختي “جيبابه” و “أشاميم” حيث يستخرج من هناك سنويا ما يناهز 350 طن سنويا ، ويستفيد منه المناطق الشمالية من ولاية “تكانت” و “أترارزة” .
ويساهم النشاط السياحي في زيادة مداخيل السكان و بالتالي في تحسين المستوى المعيشي للأسر من جهة و زيادة الناتج الداخلي الخام الوطني من جهة أخرى. (الأرقام تقديرية).

7 – الآثار القديمة والسياحة : تعتبر تضاريس آدرار من أهم التضاريس في البلاد إذ تضم سلاسل جبلية شاهقة تميز المنطقة عن غيرها، ومن أهم هذه الجبال هي: << جبال لحنوك ، جبال تامكركرت ، جبال أعيون لبكر ، جبال الطوب >>.إلخ …
ويشكل أمتزاج بين الجبال والكثبان الرملية مناظر خلابة في منتهى الروعة ، وتعتبر من أهم المناظر في موريتانيا مثل : << كلب الغربان ، كلب تكوك ، كلب أحسي الطوب ، كلب جالت البهكة >>. إلخ … وهناك الكثير من الأماكن الأثرية القديمة تتمثل في كهوف تحمل رسومات وكتابات قديمة جدا منها : << كهف لكطيطيره في أعيون لبكر، كهف العبرة في أكرارت منصور ، كهف الرخمة في أعيون لبكر ، كهف أجو الخادم في تامكركرت ، وأيضا هناك قبر لغربي في أعيو ن لبكرله قصة غريبة وطويلة. وهناك ينابيع مياه أيضا جارية على مدار السنة (كطاره) منها : ينبوع لحنوك ، ينبوع أنغيذه ، ينبوع أعيون لبكر. إلخ …
كل هذه العوامل تشكل نافذة حقيقية للسياحة تجعل من المركز المكان الأفضل للسياحة في البلد.
إذ يساهم النشاط السياحي في زيادة مداخيل السكان، وبالتالي في تحسين المستوى المعيشي للأسرة من جهة وزيادة الناتج الداخلي الخام من جهة أخرى للوطن .

8 – المناخ : المناخ في المركز حار وجاف عموما مع حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية وتعرف المنطقة بثلاثة أشهر لتساقط الأمطار هي: ( أغسطس ، سبتمبر ، أكتوبر ) .

المراجـــــــــــــــــــــــع:
1 – الناحية التاريخية : شيوخ من مركز أنتيركنت الإداري،
2 – الناحية الإدارية : بعض العسكريين العاملين هناك في السبعينيات والإداريين.
3 – الناحية الثقافية : بعض أول الدارسين في أول مدرسة هناك،
4 – الناحية الإقتصادية : مزارعين و منمين و بائعين(تيفاي) و ناقلين.
5 – الناحية الجغرافية : المكتب الوطني للإحصاء في آدرار.

بقلم: لوليد ولد أعمر / 12.11.2014