مدينة أوجفت وفق السياق الحضري الجديد ... خاص

أثرت الترقية الإدارية لبعض التجمعات السكانية في ولاية ادرار على العلاقات المجالية التقليدية المبنية على أساس التبادلات الاقتصادية و الثقافية الموروثة منذ قرون سابقة، على اثر ظهور العديد من النشاطات الخدماتية والتجارية الجديدة في التجمعات المرقاة.

و قد أدى ذلك إلى قلب منطق التبادلات الاقتصادية والحركات البشرية على المستوى المحلي، الوطني و حتى الجهوي, الدولي لهذه المناطق من جهة، وإلى تحولات في المجتمع المحلي من جهة أخرى. وتمثل مدينة أوجفت التي اكتسبت العديد من الوظائف الخدماتية والتجارية نموذجا حيا لتلك التحولات، سمحت لها بالاندماج في الشبكة الحضرية الوطنية.

و أدت برمجة العديد من التجهيزات ذات المستوى العالي مثل المستشفى ومقر العدالة والبلدية إلى تطور مجالات نفوذ مدينة أوجفت على مستوى الولاية، مدرجة إياها في شبكة الخدمات  الوطنية.

و من الناحية الاقتصادية، سمح التطور الوظيفي لمدينةاوجفت وتطور شبكة النقل ببروز فئة جديدة من التجار الشباب، أفرزت هذه الحلقات محاور تجارية متخصصة، سمحت للمدينة بتوسيع شبكاتها التجارية واندماجها بشبكة التبادلات الوطنية.

و من الناحية الاجتماعية، خلقت هذه الدينامكية فئات اجتماعية قيادية جديدة في وسط المجتمع المحلي، وهي تتشكل من شباب ومثقفين من أبناء المدينة اخذوا علي عاتقهم تطوير وبناء مستقبل جديد ثقافي واقتصادي واجتماعي يعيد لمقاطعة أوجفت بريقها وخلق جيل قادر علي إدارة الشؤون المحلية، أمام تراجع هامش نفوذ طبقة السياسيين وتطور تدريجي لفئة الشباب المخلص والصادق في بناء مقاطعته في صمت تام، وفق ما أملته التحولات الحديثة، محدثة إرباكا في البنية الاجتماعية التقليدية.

كما تراجع تدريجيا حقل تأثير المنتخبين" الذي كان يعتبر الفاعل الرئيسي في تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، لما لها من نفوذ مادي و اداري على السكان المحليين.

 

إضافة تعليق جديد