" بوب ارنو " في البرلمان .. محمد افو

من الظواهر المستفزة محاولة الاستفعال والافتعال معا .

يحدث أن تكتب عن موضوع فيدخل إليك " مستفعل " ليسالك لماذا لم تكتب عن موضوع آخر ( يراه أكثر أهمية ) .

إليكم ما حدث ويحدث دائما ..

حين طلب أحد النواب من زملائه أن يقفوا تعبيرا عن نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقفوا جميعا ، وحين طلب منهم نائب آخر الوقوف انتصارا لرئيس الجمهورية وقفوا جميعا .

وهذا في حد ذاته كان كافيا لقراءة الحدث بعيدا شخص وشخصية النشال " بوب ارنو “.

فالانتصار للنبي صلى عليه وسلم حق وواجب مسلم به والانتصار للأخلاق واحترام رموز الدولة هو كذلك حق وواجب مسلم به ، وهنا تحديدا يدخل الرجل " النشال " ليستحث جند الافتعال الجاهز دوما للخداع .

فلحظة الاستفعال هنا هي لحظة افتعال مقارنة بين حق النبي صلى الله عليه وسلم في الاحترام وحق رئيس الدولة فيه .

وفي لحظة ما يمكن أن تنطلي الحيلة الافتعالية على العمى العقلي فيحشر الناس ضحى أمام واجهة انزعاج من المقارنة نفسها

، فيكون الرد العاطفي فوريا نتيجة المقارنة .

وهذا ما يسميه اليونان ( المهتمون بفن الخطابة ) بالإلهاء .

فعبقرية النشال "بوب ارنو " ليست في خفة يده وإنما في قدرته العالية على تشتيت انتباه ضحيته الذي يستطيع ببساطة أن يسلبه ساعته وحزامه وربطة عنقه وهو يحدثه عن تاريخ نصب تذكاري أمام ناظريه .

فافتعال الإرشاد عند " بوب ارنو " هو لسلب الضحية وليس لتثقيفه عن تاريخ " نابولي " .

لقد وقف النواب وقفتهم الأولى خوفا من التهمة ، لأن " بوب ارنو " لا يحتاج للإساءة للضحية فحسب ، بل يحتاج لتمريرها عبر خاصية الإلهاء .

لقد اكتظت الخطابة بفنون الخداع النفسي وأظهرت الظالم على المظلوم ، لذلك كان من اللازم وضع حد لتلك الفوضى التي سادت مجال السياسة والفلسفة .

لقد انتصر ارسطو للحقيقة حين دمر رمزية الخطابة تحت أقدام المنطق .

وفي الختام لا يحدث إلا ماكان يحدث دائما ..

يتحدث الناس كثيرا عن شخصية " اسكوفار " لكن

هم لا يحترمونه .

إضافة تعليق جديد