لماذا تتركنا وزارة الداخلية لهذا الارتباك؟

أيكم يعرف علم اليقين أنه تم القبض على عناصر من المجموعة الهاربة أم لم يتم تم القبض عليهم ؟
هذا هو السوال الذي يطرحه اليوم كل شخص في موريتانيا من غير القوات الامنية التي تتابع القضية بعد ثلاثة ايام من حادثة فرار السلفيين من السجن المدني وسط نواكشوط الذي أنتج فيلم هيليودي من تضارب الشائعات ونسج الخيال حيث يرى البعض أن هذه الحادثة كانت موقعة كل وقت لأن هؤلاء لم يكونوا مساجين بالمعنى القانوني للمسالة بل كانوا يعيشون حياة السياحة ،يملكون متاجرهم ومساكنهم المجهزة والخاصة وبيوت خلوتهم بزوجاتهم اي لم يكن هناك سجن بالمفهوم المتداول والمتعارف عليه ،بينما يرى البعض الآخر أن تنشيط خلايا السلفيين في ضوء التحولات التي شهدتها منطقة الساحل صارت ضرورية …للمغالطات ،الشائعات ،التحليلات التي تنبني على الشائعات …التأجيج ذلك هو سيد الموقف خاصة مع فوضى التواصل الاجتماعي وما رافقه من انعدام المهنية وعدم تحري الحقيقية حيث أصبحت الشائعة هي مصدر الخبر للأسف، وفي نوع من الأحداث التي تكون لها طابع رعب قوي سواء كان أمني فى صحي أو غيرها اكون واجبات الدولة إزاء وضع السكينة راتبة .
وهكذا يتوجب على الدولة ممثلة في الوزارة المعنية أن تواكب الأحداث وتعطي للمواطن الأخبار والارشادات اللازمة في مثل هذه الحالات ،ليس هذا هو الوقت الذي يجب فيه التحفظ من الاعلام .وهو ما لم يتم العمل به خلال هروب مجموعة من السلفيين من السجن عبر عملية دموية ذهب ضحيتها إثنان من الحرس تغمدهم الله برحمته ،ويمثل حدثا مرعبا للأجانب في البلد خاصة الغربيين والفرنسيين الذين تعمدوا تهويل الحدث بأن اغلقوا من جهة واحدة للمدارس التابعة والتي تقع في محيطة سفارتهم .وبدل ارسال بيانات صريحة وتتضمن الحقيقة يظل الرأي العام يطالع الأخبار عبر تدوينات ومواقع تؤكد أو تفند خبر اعتقال السلفيين الفارين ،ومع أن جميع الأخبار المرتبطة بهذا الحدث مهمة ويتعطش لها الجميع فإن أي معلومة نشرت يتم توزيعها بوتيرة مضاعفة وعبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي مع التعليقات التي تخدم كل طرف .
وزارة الداخلية التي تسير العملية تركت الحبل على الغارب لهذا التهويل ،نحن اليوم لا نعرف هل تم القبض فعلا على بعض افراد المجموعة أو لم يتم القبض عليهم .وفي توقيت غريب أي في هذا الوقت بالذات تتم ترقية بعض ضباط الحرس في تغييب كبير لمشاعر الناس المطحونة المرعوبة من فرار مجموعة خطيرة ورواج معلومات عن خلايا نائمة وعن أن عملية الهروب مخططة تخطيطا جيدا ومنسقا مع جماعة داعش أو القاعدة أو غيرها تمهيدا لنشاط جديد . هذا النوع من الأخبار حتى وإن كانت معلوماته غير صحيحة فإنه مع معلومات أخرى ومع صمت الجهات الرسمية يدفع نحو التأجيج والخوف وانعدام الأمان الشخصي .
فعلى الدولة أن تعطينا صحة الاخبار وتطمئنها على الوضع .

من صفحة الاعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار