مداخلة الأستاذ ولد حبيب الله في الندوة القيمة التي اقامتها مؤسسة رسالة السلام بالتعاون مع مؤسسة الموريتاني

قال الأستاذ محمد أحمد حبيب الله في الندوة القيمة التي اقامتها مؤسسة رسالة السلام للدراسات والبحوث الإسلامية بالتعاون مع مؤسسة الموريتاني للنشر والتوزيع أن الإسلام جاء لإسعاد البشرية  :

وأضاف الأستاذ محمد أحمد حبيب الله : رغم مايحويه العنوان مفاهيم لا تتسع لها ورقة واحدة..إلا اني سأحاول بلورة الافكار في فقرات :الفقرة الأولى مفهوم السعادة،.الفقرة الثانية السعادة في المنظور الإسلامي..الفقرة الثالثة ما يحققه الإسلام من السعادة الدنيوية،والاخروية من خلال القرءان الكريم ،..من خلال فكر المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي اولا: مفهوم السعادة من مفاهيم  السعادة انها شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن المدفوع بقوة الإيمان، والأدلة علي ذلك من القرآن يلي: قال الله تعالى:(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة( (النحل). وقال تعالى:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) (طه).وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس).السعادة ليست في الماديات فقط السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم.وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها، قال الله تعالى:(والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) (النحل)، وقال الله تعالى:(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) (الأعراف)، وقال (صلى الله عليه وسلم):(من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح).الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسانلقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية ويضمنها له. فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين :السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (النحل).وقال تعالى:(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)(القصص) وقال تعالى:(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) (التوبة)السعادة الأخروية: و هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) (النحل), وقال تعالى:(للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين)) النحل).الحياة الدنيا ليست جنة في الأرض.
وفي نهاية هذه الورقة اختم بتضمين فقرة للمفكر الدكتور محمد عالي الشرفاء يقول فيها..”إن الله انزل كتابه على رسوله عليه السلام ليهدي الناس لكل ما يحقق لهم الخير والصلاح والسعادة والسلام في الحياة الدنيا، ويجنبهم أهوال عذاب يوم القيامة المعدّ للكافرين الذين ضلوا طريق الحق وتكبروا على آياته وإرشاده لهم إلى طريق الخير والرشاد. فإذا اتبع المسلمون هدي القرآن وأدركوا مقاصد آياته التي تدعوهم إلى التمسك بشريعته ومنهاجه لتحقيق سعادة الإنسان في الحياة الدنيا وتكفل له الجزاء الأوفى يوم القيامة وذلك من خلال الالتزام بشرعته عملا بها، وبمنهاجه سلوكا في التعامل بين الناس جميعا، وقد وصف الله سبحانه أهداف القرآن بقوله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا).