النص الكامل لخطاب وزير التهذيب الوطني أمام نظرائه من دول الساحل

قال وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي محمد ماء العينين ولد أييه إن بلدان الساخل "تواجه جملة من الرهانات ذات أبعاد إيكولوجية وانعدام الأمن والفقر والأمية وضعف الأنظمة التربوية وضعف تشغيل الشباب"

 

النص الكامل لخطاب وزير التهذيب الوطني أمام نظرائه من دول الساحل:

 

بسم لله الرحمن الرحيم
 
السادة الوزراء وإخوتي الأعزاء 
السيد مستشار رئيس الجمهورية  
السيدة مستشارة الوزير الأول 
السيدة مديرة ..... في البنك الدولي 
السادة والسيدات أعضاء الوفود 
أيها المدعوون الكرام.
 
يسعدني أن استقبلكم بمناسبة هذه الطاولة المستديرة التي تأتي أعقاب قمة رؤساء الدول حول التهذيب في الساحل، المنعقدة في نواكشوط بتاريخ 5 دجنبر 2021، بناء على دعوة من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حول موضوع "ساحل الغد يتم بناءه في مدرسة اليوم" وذلك بدعم من البنك الدولي وبحضور من نائب رئيسه السيد عصمان دياغانا. 
 
إنها لفرصة ثمينة بالنسبة لي للتعبير لكم عن خالص تشكراتي لتلبيتكم دعوتنا رغم مشاغلكم الجمة ورغم الواجبات الموكلة لكم.
 
إن هذه الطاولة المستديرة تشكل مناسبة سعيدة لتناول رهانات التهذيب في الساحل في أفق تنفيذ إعلان نواكشوط. كما تنعقد أيضا في أعقاب ندوة أكرا التي مكنت مختلف بلداننا من المساهمة في تصديق استراتيجية التهذيب لإفريقيا الغربية والوسطى لشريكنا البنك الدولي. 
 
اسمحوا لي إذا لأحيي من جديد حضور فريق البنك الدولي الذي، كما عودنا، ما فتئ يدعم بلداننا في إطار تعاون ثري ومتنوع يشمل الكثير من القطاعات ولكن بشكل خاص قطاع التهذيب الذي يجمعنا اليوم والذي يشكل الرهان الأكبر للسلام والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لفضائنا المشترك، الساحل.      
 
السادة الوزراء 
أيها المدعوون الكرام 
 
تواجه بلداننا جملة من الرهانات ذات أبعاد أساسا إيكولوجية وانعدام الأمن والفقر والأمية وضعف الأنظمة التربوية وضعف تشغيل الشباب.
 
كما لاحظنا دائما فإن أثر الجهود الجبارة المقام بها من طرف بلداننا خلال العشريات الأخيرة تم تقويضها تقريبا بفعل نمو ديمغرافي قوي يحد إنجازات انظمتنا التربوية وذلك على مستوى الولوج والجودة في نفس الوقت.
 
لا بد لنا إذا من السعي إلى تحقيق نمو قوي، اندماجي ومرن، يضمن تراجعا سريعا وقابل للاستمرار للفقر مع السماح للأفراد مهما كانت شرائحهم ومراتبهم الاجتماعية من المساهمة جميعا في خلق الثروة والاستفادة منها.
 
إن التحدي في هذا المجال سيكون تدعيم وتثمين رأس المال البشري. بالفعل، نعرف جميعا، أن تنمية بلد ما ترتبط بجودة مصادره البشرية. في هذا الأفق، فإنه يجب على بلداننا التركيز على ترقية التهذيب القاعدي من خلال الولوج ومجانية التعليم للجميع والتكوين التقني والمهني وقابلية التشغيل.    
 
السادة الوزراء 
أيها المدعوون الكرام
 
غني عن القول أن جميع الدول تواجه هذا التحدي: أنظمة التهذيب يتم استنطاقها ومراجعتها في كل مكان. التهذيب هو موضوع إصلاح وتقييم وإعادة فحص في غالبية البلدان. ولكن يجب أن نتفق أن هذا التحدي تتم معايشته بكثير من الانتباه في بلدان الساحل. 
 
وعيا بهذه الوضعية انكبت الحكومة الموريتانية منذ سنتين، بدعم من شركائها وعلى رأسهم البنك الدولي، على اصلاح النظام التهذيبي الذي شهد منعطفا حاسما من خلال المصادقة على القانون التوجيهي الذي هو ثمرة مشاورات عريضة بين الأطراف الفاعلة في التهذيب: المدرسون، النقابات، آباء التلاميذ، المنتخبون، منظمات المجتمع المدني، رابطات ترقية اللغات الوطنية. إن هذا القانون يحدد رؤية المدرسة، منبع المساوات واللحمة الاجتماعية، التي تعطي لكل واحد، حسب قدرته وخياره، إمكانية اكتساب المعارف والسلوكيات والكفاءات التي تضمن له النجاح على المستوى الشخصي والمهني.
 
السادة الوزراء 
أيها المدعوون الكرام 
 
إن جهودنا في مجال التهذيب ستنسجم بالطبع مع استراتيجياتنا الوطنية في مجال التنمية، مع أجندة 2063 للوحدة الافريقية ومع أهداف التنمية المستدامة خاصة مع الهدف الرابع الرامي إلى "ضمان ولوج الجميع على قدم المساواة إلى تهذيب ذي جودة وترقية إمكانيات التمهين مدى الحياة" من هنا إلى غاية 2030.
 
إن الأهداف التي حددنا لهذه الطاولة المستديرة، والتي تتمثل في خلق إطار للتشاور يمكن من اعتماد خارطة طريق لتنفيذ اعلان نواكشوط والبدء بشكل ملموس في إجراءات انشاء معهد التهذيب في الساحل، من ش\انها أن تمكن من تسريع وتيرة تطلع تعهداتنا الوطنية والجهوية والدولية. 
 
اسمحوا لي قبل أن انهي أن أعبر لكم عن الأهمية التي نوليها لنقاشنا وللخلاصات التي ستنبثق عنه.
 
إن انبثاق مجتمع المعرفة للكل في الساحل، الذي يمكن أن يتمفصل حول نظام تهذيب منصف وذي جودة، هو أمر إلزامي بشكل كبير.
 
السادة الوزراء 
أيها المدعوون الكرام 
 
اسمحوا لي مرة أخرى أن أوجه لكم أخلص تشكراتي لتشريفكم لنا بالمشاركة في هذه الطاولة المستديرة وأن أجدد أخلص تشكراتي لمجموعة البنك الدولي لدعمها، الذي لم يتأخر أبدا والذي عرف دائما كيف يتكيف مع تحدياتنا ومع تطلعات شعوبنا.   
 
شكرا للجميع
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته