صراع النخبة في الساحة الخطأ ... سيدي عيلال

صراع " النخبة " السياسي الاجتماعي يدور في الساحة الخطأ و يهدد المشروع ويتيح لدعاة الفتنة فرصة إدارة جزء من معركة البقاء المهدد دوما بنوايا العشائر والمشايخ و أصحاب الثأر من أخطاء عجلة التاريخ ومشيئة القدر التي تلذذ بها بعض السلف حينما اعرضوا عن مقارنة متطلبات الجنس البشري بتعاليم الرسالة و سيرة رسولها الخاتم المبعوث رحمة للعالمين كافة بشيرا ونذيرا دون اعتبار الشريحة  او العرق او الحظوة ولا المكانة الاجتماعية مهما كان سببها  فشمولية الرسالة تستوجب مساواة الجنس الذي عني بها ووجهت اليه دون تمييز ودون انحياز .

إن استمرار التجييش وإنتاج وقود الصراع وتخصيص الوسائل المتاحة للقضاء على الخصوم لن يستأصل الفريق المنافس وستظل المعركة مجرد عائق يحطم آمال الضعفاء ويكرس بؤس البؤساء وقريبا سيهدد ثروة الأغنياء ، ان لم يتدارك صاحب القرار شمس نهار الوطن قبل غروبها فبشائر الظلام تطغى على نور الأمل الخافت في لحظتنا الراهنة المشتتة والممزقة والمصادرة من قبل صغار القادة الذين لا يملكون تقاليد مشرفة في قيادة الفريق ولا في رسم خطوط المواجهة أحرى تحديد أولوياتها وربط بوصلتها بالوطن وشعبه وقد ضاع من عمر زمن المسئولية كما ضاع من إمكانات البلد والنتيجة دون المستوى ودون المطلوب ولا يكفي التذكير بالفشل والعجز فمن إنصاف النفس معاقبة العجزة الكاتمين لعجزهم والمحتمين بالفريق وانسجامه وتوافق اغلب أقطاب النظام الديمقراطي وهم لا يدركون انهم على شفى جرف سيكون انهياره ـ لا قدر الله ـ تدمير متعمد لما قبله مهما كان تقييمنا لمختلف مراحله .

الم يئن للذين يظنون انهم يحسنون قولا وهم يروجون للذين يريدون ان يكونوا أحسن عملا ان يدركوا ان الواقع الجاثم أقوى اداة ترويج وأفصح بيان ومهما  زينوا أعمال غيرهم فلن يعرضوا  صورة أخرى للواقع الشاهد الحي على تبذير الجهد وتضييع الفرصة و نهب الثروات حتى اعترف بها المسئول عنها يوم لا بنفع مال ولا بنون ؛ وهي احدى الفرص العديدة التي يجب اغتنامها لتصحيح ما افسده العطار حينما  ادعى انه قادر على اصلاح ما افسده الزمن والوهن والضعف ورغبة العاجز في الانتقام ومكنته لحظة الدّهش من تنفيذ رغبته دون ان يتمكن من كسر الصورة التي نحتتها الافعال والاقوال في ساحة مطالب شعب الجمهورية الصابر المتفرج بلهفة على فصول مسرحية الظل المملة .

لا يمكن ان تستمر" النخبة "  في مطاردة طائر الفينيق فلديها في ساحات الوطن ومطالب الشعب المحاصر ما يشغل اهتمامها ويستحق تركيز جديتها في عملية البناء الشاملة حتى نجتاز عقدة التنافس السلبي وإركاس جهد الخيرين ـ على ندرتهم ـ وإهمال صيانة مكاسب الشعب التي تحققت وتقديم تلك التي لم تتحقق بإلحاح  لأن علاج  ادمان " النخبة " على الصراع يستوجب تركيب الترياق من كل المكومات التي انصهرت في بوتقة الوطن القومي دون نبش خزان آلامه الممتلئ وعلى القوم ان يفتحوا ابواب الدوائر القديمة المحصنة المحتكرة بهدوء قبل ان يفقس بيض الطائر المطارد من لدن اسراب من البط والدحاج لا تجيد الطيران ولم تكلف نفسها عناء تطوير ريشها لعلها تطير يوما فتخلي مواقعها للعديد من اصناف الطيور الجدد المزاحمة فالمحمية تمكنت مؤخرا من إنتاج جيل يبحث باستماتة عن مواقع له  وقد  اتلف حرقا  العديد من مبررات ما قبل بناء السياج