حديث عن حديث رغد صدام حسين

تابعت مقابلة السيدة رغد صدام حسين وقد خرجت منها ببعض الانطباعات أحببت أن استعرضها معكم:

 

١ - أهمية التوقيت بخصوصياته الاقليمية والدولية حيث يسعى كل طرف لجمع أكبر قدر من الأوراق بيده ، تستوي في ذلك أمريكا وإيران والسعودية والإمارات وتركيا واقطر

 

٢- اختيار المنبر أو قناة العربية ، فنحن جميعا نعلم يقينا أن كل القنوات السعودية باتت تدار من ديوان ولي العهد السعودي

 

٣ مايعنيه المكان ( أبو ظبي ) الذي أعلن عنه الصحفي الذي يدير الحوار من خلال سؤال طرح من أجل توضيح هذه النقطة

٤ - تم التركيز على تعزية كريمة صدام حسين للكويتيين ليكتمل مشهد أريد له أن يصل لكل العزاقيين وللإيرانيين ولشعوب المنطقة مفاده أن دول الخليج السنية قادرة على تجاوز مشكلات الماضي وتوفير ظهير إعلامي ومادي وسياسي للسيدة رغد برمزيتها الكبيرة، فبعد أن جربت هذه الدول طرقا أخرى لمواجهة إيران في العراق ولم يحالفهم التوفيق تلوح السعودية والإمارات والأردن الذي يستضيف عائلة صدام حسين بآخر بطاقة يمكنهم اللعب بها ألا وهي التفاهم مع أنصار صدام في العراق بما في ذلك جيشه وأجهزته الأمنية والإدارية وحزبه

 

لا أستطيع الجزم بأن السيدة رغد تنسق بالكامل مع أنصار صدام وأفراد أجهزته ولكنها بدورها استغلت الفرصة لتمرير خطاب معين كان من أهم ماتضمنه 

:

ا-إظهار العلاقة العضوية التي جمعتها بوالدها حتى بعد قتله لزوجها الذي وإن امتدحت ميزاته الشخصية الا أنها صرحت بأن العشيرة اعتبرته خائنا وحكمت عليه بالموت ولم تدن ذلك الحكم

 

ب- ركزت على كونها الأكبر في العائلة بعد الوالدة مما يعطيها شرعية الحديث نيابة عن الأسرة

لم يغب حديث العشائر وقانون سلطة الأكبر وتقدير القبائل العراقية التي آزرتها عن الحديث وأعتقد أن تلك الجزئية قصدت وصيغت بعناية

 

ج - لم تنس كريمة صدام أن تترك مسافة بينها وبين حزب البعث من دون أن تتبرأ منه أو تتورط معه وكأنها تريد تحقيق أكبر قدر ممكن من جلب المتضررين من الواقع المر والمتعلقين بنظام أبيها 

 

كانت واثقة من نفسها حين قالت عن عمد إن الواشي الذي بلغ عن أخويها عدي وقصي قد ضاق عليه الخناق

لقد عنت ذلك وتعمدت أن تقول نحن موجودون ونعمل ونتابع ونترصد الخونة ولقد ضاق عليهم الخناق

 

استنتاجات:

 

أولا : السيدة رغد متحدثة بارعة تعرف ماتقول وما تفعل حتى في خلعها الحجاب الذي طالما وضعته على رأسها وكأنها حين نزعت حجابها تخرج بذلك عن ثنائية الأصولية السنية والشيعية التي تتسيد المشهد العراقي وأنا هنا أتحدث كمراقب سياسي فقط ولا أقدم أحكاما قيمية

 

ثانيا : حرصت رغد صدام حسين على أن تظهر اعتدالها واستقلالها عن الجهات الراعية للمقابلة فهي شكرت كل الحكام العرب وأثنت عليهم أوتركتهم دون إشادة أوتوبيخ - كما فعلت مع السوريين - ومع ذلك كالت المديح للقذافي وعلي عبد الله صالح مما يثبت تشبثها باستقلاليتها

حتى حين تحدثت عن إيران وقالت بأنها استباحت العراق فإنها فرقت بين السلطة التي وصفتها بالحاقدة ،  وبين الشعب، ولم تستعمل مادرج عليه البعض من قبيح القول 

 

ثالثا : لقد ربطت نفسها بوالدها ونظامه ولم تقبل أن تنال منه وكان أقسى حكم وجهته إلى فترة حكمه قولها  عن غزو الكويث أخطأت الكويت وأخطأنا نحن.

ثمة عبارة واحدة قالتها تمنيت لو لم تقلها وهي قولها نحن أسياد بلد ، فليتها قالت نحن كنا نحكم بلدا

لقد كانت فلتة لسان

 

رابعا : لقد كان الحوار نوعا ما من زواج المتعة بين كريمة صدام التي أرادت أن تقول لشعبها وأنصارها نحن هنا وسنلعب بكل الأوراق المتاحة ،وبين أنظمة خليجية تقف من ورائها أمريكا تحاول هي الأخرى أن تقول لإيران رويدكم فمازال في جعبتنا المزيد والمزيد

 

آه يا منطقتنا العربية جنونك لا حدود له

 

 موسى ابياه